القول الفصل

القول الفصل

السبت، 12 يناير 2013

الحلم

    الرسالة التاسعة إلى ويليام


ذراع جريكو - دافيد سال (1952)

عزيزي ويليام، 

لقد حلمت الليلة حلمًا غريبًا: كنت أجلس عاريًا على الكرسيّ الموصوف بالمشهد السابع، وسط فراغ أسود - دون حدود، دون بداية، دون سقف، دون نهاية، دون أرض، دون زوايا. كفتاي مبسوطتان على ركبيّ، وظهري قائم على الكرسيّ، وفي وجهي ثقب صغير. 

ومن حيث لا أعرف، دخلتا إليّ صفاء وأمّك ووقفتا على بعد مترٍ واحدٍ منّي عاريتين. كثّة عانة صفاء، حليق إسب أمك. دمعة صفاء تشق طريقها على وجهها المكسوّ بالدم، ابتسامة أمك، عبر قناع الدم أيضًا، تضيء الفراغ. ثقب صغير فوق ثديي صفاء، وثقوب صغيرة أسفل بطن أمك. 

- "أشمّ..." قلتُ لهنّ. 
- "لذلك أرسلنا نتبعك؛ لتتذكر الوصيّة." قالت أمّك.
- "رائحتي." قلت.
- "إنّه دمك، مسح وجوهنا بك لتتذكّر الوصيّة." قالت صفاء.
- "رائحته" قلت.
- "إنها تفوح من فرجينا، أنا وهذه الشرموطة الصغيرة" قالت أمك.
- "قال لي - (أكتب بلغتي)- ألن يأتي؟ هل سيغيب ويتركنا هنا؟"
- "لا أعرف لكنك تبدو الآن جميلاً يا حبيبي" قالت لي أمك، كان بطن صفاء قد تكوّر وكانت تطلق تأوهات ألمٍ يعتصرها، وكان صوت الآهات يخرج من فمها وهي تسقط على الأرض الغائبة، وما أن يصطدم صوتها بجدران الفراغ حتى يعود إلى مسمعنا بجملتك الأخيرة: "لن تتكرر القصّة، لن تتكرر القصّة."

لم يكن هذا حُلمًا يا ويليام، لكني أروي جريمتك الحقيرة بلغتك البوست موديرن، كأني متطوعٌ أجنبيّ في الضفة الغربيّة. 

لم يكن هذا حلمًا. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق