القول الفصل

القول الفصل

الخميس، 31 مارس 2011

على شرف الامتحان: يحيى زرادشت





"أتريد أن تمضي إلى الوحدة يا أخي؟ أتريد أن تبحث عن الطريق إلى نفسك ؟ تمهّل قليلا إذن واصغ إلى"...ريتشارد شتاروس.

الأربعاء، 30 مارس 2011

صباح الخير!

صباح مستشفى المقاصد، صباح تخطيط القلب، صباح الأنغوزيا، صباح الإبرة بالمؤخرة، صباح الدكتور الجامد الي كل ما ينقل السماعة من محل لمحل ع صدري بسب ع واحد من قيادات فتح وحماس :)



الاثنين، 28 مارس 2011

سميح شقير.

انتهى الكلام، ليس هناك ما يُضاف على هذا الإسم: سميح شقير




يسقط نظام بشار الأسد، عاشت الثورة السورية

الأربعاء، 23 مارس 2011

السكرتير ضد الإنقسام، الشباب ضد أسبابه


وإن كان مطلب المجلس الوطني الذي يرفعه الشباب وجبة ثقيلة على معدتك، فننصحك بشوربة انتخابات لجنة متابعة، لعلّكم تقبلون..


نشرت الصحافة العربية في الداخل الفلسطيني خبرًا عنوانه أن سكرتير عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة يواصل الإضراب عن الطعام مطالبًا بإنهاء الانقسام، وعلى الإنسان أن يكون إما معتصمًا في الخيمة، أو متابعًا عنيدًا لحروف الصحف الصغيرة ليفهم أن سكرتيرنا العزيز “يواصل!” الاعتصام منذ يوم واحد فقط، في حين يواصل طلاب الشباب وطلاب الجامعات وطلاب المدارس (نعم، المدارس) إضرابهم، الذي بدأ يوم 12 آذار… ويُواصل عن يواصل… بتفرق.


يُذكر أن صحافتنا العربية بطولها وعرضها لم تنشر خبرًا حتى الآن عن الشباب الذين دخل إضرابهم واعتصامهم الأسبوع الثاني، والسكرتير لم يذكر هذا في بيانه أيضًا.. فالسكرتير يذكر ما يريد؛ فهو يذكر أنه يريد الانقسام بين فتح وحماس، وينسى أن يذكر أنه يريد وحدة طرفان: الطرف الذي يقمع الناس في غزة، والطرف الذي يقمع الناس في الضفة (ربما غاب عنه أن ليلةً قبل وصوله حاول زعران فتح حرق خيمة الاعتصام؟)


سكرتير الجبهة انضم للإضراب والاعتصام، لكنه يفصّل الاعتصام على مقاسه، فهذا ليس اعتصامًا لأجل انهاء الانقسام بمحاصصة سلطة أوسلو بين فتح وحماس. الهدف من الاعتصام يا أخونا السكرتير ليس إنهاء الانقسام ونقطة، بل إنهاء الانقسام بانتخاب مجلس وطني يمثل كل الفلسطينيين في كل مكان، نعم، عندنا في الداخل أيضًا، فلا تفصله على مقاسك.. وإن كان مطلب المجلس الوطني الذي يرفعه الشباب وجبة ثقيلة على معدتك، فننصحك بشوربة انتخابات لجنة متابعة، لعلّكم تقبلون..


أخونا السكرتير يشغل الآن في الاعتصام شغل يصب في مصلحة مسببي الانقسام، كما يصب شغل قسم كبير من المتواجدين على المنارة، الشغل الذي يحوّل الاعتصام إلى اعتصام تسمح به فتح لأنها ضد الانقسام مقابل حماس التي تقمعه لأنها مع الانقسام:


- شبيبة فتح التي تؤمن بإنهاء الانقسام، إلا أنها كانت في أيام الاعتصام الأولى تعتدي على كل من ينادي بانتخاب مجلس وطني جديد.


- رجال مخابرات يتحوّلون فجأة لمعتصمين، وفجأةً لمتحرشين جنسيًا، وفجأةً لهاتفين: “الشعب يريد إنهاء الانقسام، الشعب يريد إنهاء الانقلاب..”


- الحجّة التي تهتف لأبي مازن. (السلاح البتّار في مواجهة الحجة الحمساوية)


- الحرس الوطني الذي يقدم الفلافل للمضربين عن الطعام.




وأستطيع من هنا، كلما سمعت شعار “يا انقسام برا برا، فلسطين حرة حرة..” أن أتخيل الأخبار العاجلة على شاشة الجزيرة:




- عاجل: أنباء غير مؤكدة عن نية الانقسام إلقاء خطاب هام بعد ساعات.


- عاجل: الانقسام يعلن عن إجراء تعديلات دستورية، ويحذر من أن فلسطين ليست تونس ولا مصر.


- عاجل: الانقسام يصدر بيانًا يحذر فيه من الأجندات الأجنبية الانفصالية ويقول أن غايتها تقسيم البلاد.




وأخيرًا، والله، لو كان الانقسام رجلًا، لقتلته، لكنه ليس كذلك، إذن، فعلينا أن نجد من نقاتل، والأمر واضح.. السؤال الذي يراودني فقط، ماذا ستكون ردة فعل السكرتير حين يقرر الشباب تصعيد نضالهم لأجل مطلب المجلس الوطني، ويتصادمون مع أمن السلطة الفلسطينية؟ انتظروا الإجابة قريبًا…

و ع الأصلِ دوَّر!

جندي في قلب الميدان تحت السما الزرقا،
 جابت عينيه الغيطان والترعة والزرعة..
انت الاصيلة يا مصر..وكلنا عارفين..
بحق محمد نبينا وعيسى نبي الله..
النور ويانا..والعمال العاملين المخلصين والأحباب ويانا
دي مصر أم العلم..مصر جميلة..وأصيلة..
فيها ولدي..وفيها بلدي..
انا ابن المنوفية وصعيدي..
يا سيدي..
وسيدي كان فلاح..
وأصلي فلّاح..
وحي على الفلاح.

الجمعة، 18 مارس 2011

في القُبح الجميل..



"قد لا يستغرب بعض الناس هذا الصدق الشديد، فالصدق الشديد يصبح مقززًا في بعض الأحيان، أو في كل الاحيان. ولكني عاهدت نفسي على ان أقول الصدق. أنا ادرك أن الاستمرار في الصدق مجهد، يتطلب دائمًا مزيدًا من الجهد والتضحيات. كأن يضحي الإنسان بان يكون جميلًا او مقبولًا في كل لحظة، وأن يتحمل أحيانًا درجة من القبح، وفي نظر الناس، اعترف انه قد يكون قبحًا شديدًا يصل إلى حد التقزز. ولكن هذا هو الكفاح المطلوب في العمل الفدائي.. وفي العمل الفني الجيّد..."

من "أغنية الأطفال الدائرية" لنوال السعداوي.

بيان رقم 1- عن المضربين عن الطعام



‏18‏ آذار‏، 2011
أكد الشباب المعتصمون والمضربون عن الطعام مسبقا أن إضرابهم الذي بدأ بتاريخ 13 آذار يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسة، أولها التأكيد على جدية الشباب في مطالبهم بإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة الفلسطينية للشعب الفلسطيني، ثانياً التأكيد على أن هذه المبادرات الشبابية هي مبادرات مستقلة لا تنتمي لأي حزب سياسي  بالإضافة إلى إحداث تغيير جذري في النظام السياسي بما يتضمن مرجعية ممثلة للشعب الفلسطيني حول العالم.  
وردّاً على المبادرات التي خرجت من الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن أجل إفساح المجال لتحويل تلك المبادرات من شكلها الإعلامي إلى أرض الواقع، فقد قرر الشباب تعليق الإضراب عن الطعام لمدة 72 ساعة ( من تاريخ 17 آذار حتى 19 آذار). وفي حين ترى هذه المبادرات بأنها بوادر إيجابية من أجل إنهاء مظاهر الانقسام فإننا نعلن بأن التعليق مشروط بتحقيق مطالب واضحة:
1.      الشروع في عقد اللقاءات المشتركة والاتفاق على خطوات عملية وجدول زمني محدد.
2.      الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين لدى الطرفين تحت إشراف مؤسسات حقوقية مستقلة.
3.      الكف والتوقف عن كافة أشكال التحريض الإعلامي المتعمد بين الجهات المتنازعة.
يشكر الشباب جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، الذين ساهموا يدا وروحا في دعم الشباب وتعزيز مواقفهم، بالأخص الشباب المتضامنين والمضربين عن الطعام في بيت لحم والمحافظات الفلسطينية بشكل عام. ونعدهم بالتمسك بمطالبهم حتى تتحقق جميع أهداف الشباب والتي تبدأ بإنهاء مظاهر الانقسام.
المضربون عن الطعام  

الخميس، 17 مارس 2011

بيان المعتصمين في دوّار المنارة 16\3\2011





 *  
هذا البيان الوحيد الذي يمثل المعتصمين على دوّار المنارة  ومطالبهم وليست أية بيانات مندسّة أخرى تحاول بعض  الأطراف اصدارها لاستغلال الاعتصام ومهاجمة أطراف أخرى



بيان صحفي صادر عن الحراك الشبابي حول الخامس عشر من آذار
١٦-٣-٢٠١١ 


أكدت المجموعات الشبابية المشاركة في مظاهرات الخامس عشر من آذار لإنهاء الانقسام مطلبها المتمثل في انتخاب مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بما يتضمن التمثيل الكامل للشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية والشتات  والإصلاح الشامل لآليات الانتخب واتخاذ القرار بشكل ديمقراطي نزيه، من أسفل إلى أعلى، دون إقصاء أي من القوى والأحزاب الفاعلة في الساحة الفلسطينية

كما حذرت المجموعات الشبابية مسبقاً من تجيير المظاهرات المتزامنة في أرجاء الوطن لمصلحة أهداف فئوية للأحزاب والحكومات والمؤسسات. وعلى الرغم من محاولة هذه الجهات احتكار مساحة المظاهرات في هذا اليوم، إلا أن الشباب استطاعوا إيصال صوتهم وأفكارهم ومطالبهم. فقد رفعوا شعار، "إنهاء الانقسام: نريد انتخاب مجلس وطني جديد"، و"لا للاحتلال" وغيرها. كما تم تنظيم فعالية موسيقية بين حشود المتظاهرين والنداء بهتافات حول الوحدة الوطنية ومطالب التغيير
يمثل هذا اليوم الانطلاقة الحقيقية للحراك الشبابي الفلسطيني، الذي استطاع توحيد الشباب تحت علم فلسطين وعلى أساس شعارات وطنية تجمع عليها الغالبية الساحقة من شعبنا. سوف تعمل هذه الحركة خلال الأشهر القادمة للوصول إلى أكبر عدد من الشباب لفلسطيني في الداخل والخارج، كما ستطبق خطة عمل واسعة من أجل المشاركة في النقاش والحوار حول الخيارات البديلة للقضية الفلسطينية وكيفية تحقيق حقنا غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

إن هدفنا الأول هو إنهاء الإحتلال الصهيوني ونظام الفصل العنصري وعودة اللاجئين إلى الديار والحرية والعدالة. وبناءً على ذلك فإن مطالبنا هي:
1.انتخابات ديمقراطية لمجلس وطني فلسطيني جديد يمثل الفلسطنيين في كافة أماكن تواجدهم، يشارك فيه الجميع، دون إقصاء.
2.خطوات عملية لإنهاء الإنقسام ممثلة باطلاق سراح المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية للحكومتين (الضفة وغزة)، ونطالب الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بالإشراف على ذلك.  
3.وقف التحريض الإعلامي بكافة أشكاله
4.نعلن عن استمرار الإعتصام على دوار المنارة وندعو شباب الحراك المعتصمين للإستمرار في اعتصامهم في بعض المحافظات، وندعو الشباب في المحافظات التي لم تبدأ بالإعتصام بإعلان اعتصامهم والإستمرار فيه، ونطالب الأهالي بالانضمام والتضامن مع الشباب المعتصمين في كل المحافظات.

عاشت فلسطين حرة كابنائها 

للتواصل الرجاء الاتصال على 0568.272.079  او



الأربعاء، 16 مارس 2011

بيان

مطالب المجموعات الشبابية المعتصمة لأجل انهاء الانقسام والوحدة الفلسطينية ضد الاحتلال ولاجل حق العودة:
اولا، اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني يشارك فيها كل الفلسطينيين بالعالم.
ثانيا، بدء الخطوات العملية لانهاء الانقسام، ما يتضمن اطلاق سراح الاسرى السياسيين من الطرفين فورًا تحت اشراف الهيئة المستقلة لحقوق الانسان.
ثالثا، وقف التحريض الاعلامي من الطرفين من الطرفين ضد الشباب. 
رابعا، الاعتصام حتى تحقيق المطالب كاملة.
انتهى.

Sent from my iPhone

الثلاثاء، 15 مارس 2011

16:20 - عاجل: مراسل المدونة وصل الى دوار المنارة منذ ساعات ويستعد لبدء البث المباشر.

Sent from my iPhone

السبت، 12 مارس 2011

كل مرّة...

كل مرّة بتروحي.
كل مرّة بتتركي قدر جرعتين، أو شفّتين، بكباية البيرة وبتقوليلي "خُد كمّلها".
كل مرّة بتتركيلي خمسين شيكل وبتروحي قبل م تشوفي الحساب، كأنّه رح عن جد أضل أشرب بدونك، كأنه عن جد سهران بس عشان أسهر.
كل مرة بتروحي أوّل مأبدا أخطط شو لازم أقلّك.
كل مرة بتقليلي "منشوف" لما أقلك انه احكيني اذا معرفتيش تنامي، وبتحكيش، لأنك بتعرفي.
كل مرة بتبوسيني البوسة الثانية على خدي، قبل مأقدر أحضنك بعد الأولى. لأن الفرق بين البوستين ع الخد، وبين البوسة الواحده قبل الحضن، شاسع.
كل مرة بتخلي مصاري ع القد، بدون التيب.
كل مرة بتروحي قبل مصاحب البار يبدا يصبلنا تشيسرات ع حسابه.
كل مرة بتروحي قبل مألحق اخلي البارمان يحطّ كل الغناني الي بفكّر انه لازم تسمعيهن، شي مليون...
كل مرة بتروحي قبل مأسكر كفاي عشان ييجي عبالي سيجارة، مع إني بكره الدخان.. أو يجي ع بالي تحكي، مع إني بكره الحكي الكثير.. بس ضروري، لحتى نسكت بعدين بعنف، مثل م مندعس آخر السيجارة بالمكتة.
كل مرة بتروحي بعد متختمر الفكرة، وقبل متكتمل.
كل مرة بتروحي لما تخلص بطارية التلفون، وأبطل أقدر اتصل وأنضم لقصة حب جديدة.
كل مرة بتروحي، مش لسبب، بس لأنك تعبتي، ونعستني..
كل مرة بتروحي، مش لسبب، بس لأنك قادرة تفكري بالأشياء الثانية.
كل مرة بتروحي، مش لسبب، بس لانه عادي انك تروحي، وابصر ليش انا عامل قصة من الموضوع..
كل مرة بتروحي وبتنسي انه معيش سيّارة أروّح، ولا بيت أفيق فيّه.
كل مرة بتروحي، وبحس إنك مستمتعة بإنك رايحة، وبعدين بكتشف، إنه مش فارقة معك، لدرجة انه الاشي حتى بستحقش المتعة.
كل مرة بتروحي وبنسى إنك مش مفروض أصلًا اتضلي.
كل مرة بتروحي بعد متصير الساعة 11، ويبطل في مجال اشتري كحول من الدكانة عشان رئيس البلدية اخو شرموطة، وريكو بعيد.
كل مرة بتروحي، بشتاق للإمكانيات.
كل مرة بتروحي بشتاق للإحتمالات.
كل مرة بتروحي بتذكر انها مش موجودة.
كل مرة بتروحي، بتعيدي الحنين للأشياء الي ولا مرة كانت موجودة.
كل مرة بتروحي، بزهق مني البارمان، لانه اساسا كان يضحكلنا عشان يزبّطك باللحظة الي رح افوت فيها علحمام.
كل مرة بتروحي، بتروحي بعد ميبطل في ولا مرأة غيرك بالبار. كس اخته من بار..بغوغل بلاقيش هيك بار.
كل مرة بتروحي، كثير بحس انه بدي أهديكي هاي الأغنية:





كل مرة بتروحي بحس انه بدي اسمعك هاي الأغنية بكل حنينها، بكل ثورتها، بكل حزنها، بكل حبها، بكل جرحها، بكل الخرا وبكل الأمل...


بس كل مرة بتروحي بعمل انه مش فارقة، وبهديكي هاي الأغنية:









كل مرة بتقنعيني انه بكرا الصبح منرجع نحكي، أو نلتقي نشرب قهوة، وانتطبعا  مقتنعة اني راح اكمل اسكر ومش راح افيق، ولما افاجئك ثاني يوم بإني منمتش، وممكن نشرب قهوة فعلًا، بتيجي، منشرب قهوة، وبتروحي... بتقوليلي "مجبورة أرجع.."
بسألك انا: "لوين؟" 
بتقوليلي: لأوّل البوست.






ملاحظة 1: أقرف اشي بالعالم، تروح مشوار بعيد، وبس توصل، تتذكر انك نسيت المكوى بالكهربا، وترجع كل الطريق، وبس توصل الدار، تكتشف انك كنت طافيه...
ملاحظة2: في الملاحظة 1 ليس هناك أي إيحاءات عاطفية.

السبت، 5 مارس 2011

عن الختم الإسرائيلي على "أسفار" ظافر يوسف.

مجد كيّال


لم يلفت انتباهي أي أمرٍ خاص فيما سمعته عن عرض "أسفار" في الأيام السابقة التي سبقت وصول الثلاثي جبران إلى فلسطين. فتمثيليات الانفعال التي تهيئها إعلانات العروض عند "جمهور الهدف"، صارت مستهلكة إلى درجة الملل، ولم يعد يلزمك لتفهم كم هي تمثيليات مستهلكة، إلا أن تخرج خطوةً واحدة خارج المسرحية الكبيرة. وبالإضافة لنفوري غير الجديد من الثلاثي جبران، لأسباب لطالما احتوت وتعدت الذوق الموسيقي، فإن الأوضاع السياسية التي نعيشها لا يمكن إلا أن تدفعنا نحو الانغماس في مزاج الأغنية السياسية.

لم أعر موضوع العرض أي اهتمام، لم أسأل حتى كيف كان العرض، إلا أني صُدمت حين قيل لي أن الفنان التونسي ظافر يوسف، كان قد شارك في جولة العروض التي قدمها الثلاثي في فلسطين. ظافر يوسف، موسيقي تونسي له، برأيي المتواضع، وزن وأثر على تطور الحالة الموسيقية العربية، خاصةً في العصب الصوفيّ لهذه الموسيقى.

*

التطبيع؛ ها نحن نقع مرةً أخرى في هذه المشكلة اللعينة. فهنا في فلسطين شرائح واسعة، ثقافية وسياسية على حدٍ سواء، لا تشير بوصلتها السياسية إلا نحو "الواقعية السياسية". شرائح تعتبر الإلحاح على رفض التطبيع، نوعًا من أنواع التمسّك بالماضي والحنين إليه، والمراهقة السياسية، والمزايدة. وقد صار بالنسبة لهذه الشريحة الخوض في إشكالية التطبيع "إزعاجًا" يميّز "هؤلاء الصبيانيين الذين لا زالوا يحلمون بتحرير فلسطين." أصبحت المطالبة برفض التطبيع بالنسبة لهم، تمامًا كحال المطالبة بوحدة الوطن العربي، أو حتى كامل التراب الفلسطيني، أو حتى عودة اللاجئين... وإن بقينا على المنوال ذاته، ربما سيصبح رفض "الانقسام الفلسطيني" ضربًا من ضروب إزعاج الواقعية السياسية.

ثم يتحالف أصحاب "الواقعية السياسية" مع دعاة "الثقافة والفن الذي يرتقي إلى ما فوق السياسة"، ويخرجون بتركيبة صارخة مفادها أن الفن رسالة إنسانية قبل كل شيء. أما من "إنسانية" الفن فيستنتجون، غالبًا، أن الفن والجمال ليس لهما لغةً ولا وطنًا، وبالتالي، فإن الفنان يحمل رسالة أسمى وأرقى من جوازات السفر.

ونحن نقول نعم، إن الفن والجمال رقي وسمو في الرسالة الإنسانية إلى ما فوق كل الشوائب الممكنة. ونزيد على هذا، أن الفنان المبدع والخلّاق والمثقف والنقدي، ما يميّزه عن الفنان التجاريّ، هو أن الرابط بينه وبين الناس ليس رابطًا استهلاكيا تجاريا، بل رابطًا يضمن في داخله رؤية جمالية تنسجم مع جوهر إنسانيتهم.

ولكن، أيستطيع تحالف "الواقعيين مع المتفوقين على السياسة" أن ينكر أن جوهر الإنسان (هذا الحيوان السياسي) هو حركته السياسية والاجتماعية؟ وهل ينكر هؤلاء أن الحركة السياسية والاجتماعية للإنسان، لا بد لها من دوائر تبدأ بدائرة العائلة ثم ما هو أوسع منها نحو الدائرة القومية، وقد تتوسع نحو مجموعة "كل الناس"؟ وهل يمكن إنكار مكانة الأرض والوطن بما تحمله من عوامل تاريخية وجغرافية في بلورة الوعي، وما في الوعي من مفاهيم جمالية؟ وهل يمكن تصوّر الثقافة دون لغة؟

عبر مناصرته للحق، يلتزم الفنان بفعاليته السياسية في إطار دوائر الانتماء هذه. فينسجم من منطلق إنسانيته أولًا مع من يصبو نحو الحق. إلا أن ظافر يوسف لم يلتزم بهذا الرابط الإنساني البديهي. فضرب بعرض الحائط رفض الناس أن يدخلوا جزءًا من وطنهم بإذنٍ من مغتصبه، خاصةً وهم في هذه الأيام يسطرون أسمى الملاحم الإنسانية في ثورتهم. أليست هذه طعنة في ظهر الإنسانية بأبسط أشكالها؟ عن أي رسالة يمكن الحديث إذن؟


ما أجمل ظافر يوسف حين يحاكي الحلّاج، فيحمل رؤيته للحق ويصفع مسلّمات ثقافية عربية كثيرة. عبر نقدٍ يحوم في فضاء حضارة الإنسان العربي. ما أقبح ظافر يوسف حين يسقط من إجماع الثقافة العربية متواطئا مستسلمًا متنازلًا عن الحق، ومتاجرًا بالإنسانية، حين ادعى حمل رسالة فنية جمالية وإنسانية قبلتها واستقبلتها أختام كيان يغتصب الإنسانية فينا يوميًا.

الإنسانية التي تناصر إرادة الناس بالحق هي الإنسانية التي نعرفها ونؤمن بها، أما الإدعاءات السخيفة التي تلخّص الإنسان في حقه "أن يشاهد الفن أينما يريد وأن يقدم الفن أينما يريد"، فتتجاهل، أولًا، نداء الإجماع الفلسطيني على المقاطعة الثقافية للمستوطنات، حيث أن المبدأ يسري على الإنسان "أينما يريد". وثانيًا، تتجاهل حقيقة أن أعظم من قدم رسائل للإنسانية ماتوا قبلنا بمئات الأعوام، أو في بلاد بعيدة بعيدة. حتى دون تقنيات ووسائل اتصال متطورة، وصلت رسالة سيّد درويش والشيخ إمام، أوضح وأقوى من رسائل المطبّعين. فلا علاقة للرسائل الإنسانية والفنية بحضوركم الأرستقراطي الاحتفالي المزيّف.


*

خطيئة ظافر يوسف لم تظهر في دخوله إلى حيفا المحتلة فحسب، بل إلى رام الله المحتلة أيضًا، فيبدو أن البعض بحاجة للتذكير: الأبله وحده يُصدق أن السيادة على رام الله بيد جهة غير الاحتلال الإسرائيلي. وهناك أيضًا من يصدق كذبة الدولة، وكذبة السلطة، وكذبة الحكومة، فهناك من صاروا يرشحون وزراء لحكومة سيادته –دام ذخرًا لنا. وبالرغم من أنهم مثقفون لطالما أخذوا دورهم في العمل السياسي إلا أن الأمر يبدو كأن عفريتًا ركبهم، إن لم نشأ اتهامهم بعدوى فقدان البوصلة. فيتمسكون في بوصلة تشير إلى "الواقعية السياسية"، وها هو الواقع يتغيّر أمامنا على شاشة التلفاز، وبوصلتهم لا تتغيّر.

يبدو أن العدوى انتشرت، ومؤشرها الأساسي أن أحدًا قبل العرض لم ينتبه للأمر، ولم يناقشه، ولم يطرحه. والعدوى انتشرت لأن جزءًا ممن يحسبون نفسهم على النخب، لا يؤيدون عملية التطبيع فقط، بل يقودونها. فما أظن أن ظافر يوسف كان سيأتي لولا دعوة الثلاثي جبران. إنه تجديد مقزز، فعملاء السلطة بيننا لم يعودوا بحاجة لرمي شباك التطبيع واصطياد أهلنا ومثقفينا وفنانينا في الوطن العربي، هناك من يقوم بهذا العمل لأجلهم. ونحن لا نتّهم بالنوايا، لكن فقدان الألف باء في صراعنا ضد الاحتلال، تهمة لا تقل خطورة لفنانين ومثقفين يحسبون نفسهم نخبًا يمثلون شعب.

أخيرًا، علمت (عبر الفيسبوك) خبرًا مفاده أن ريم بنّا ستقدم أمسية غنائية في تونس يوم الأحد (5.3.2011)، تأييدا للثورة التونسية. ولنقل أننا أمام فنانة مبدئية وحادة في مبادئها الوطنية ودفاعها عن قضيتها في كل كبيرة وصغيرة، من حقنا أن نسألها الآن بعد أن حضرت عرض الثلاثي وظافر يوسف في حيفا، والتقت بيوسف والمجموعة بعد العرض، لا بل وأتحفتنا بصورتها معه على صفحة الفيسبوك: هل ستخبرين الجماهير التونسية عن ابنهم الذي زار الأرض المحتلة مطبّعًا، قبل أن يزور تونس المُحررة؟

لقد سقط ظافر يوسف في زيارته هذه لفلسطين، وسقط من استضافه، ومن حقنا أن نضع علامات التعجب فوق رؤوس الآلاف الذين حضروا العرض واستمتعوا دون أن ينغزهم وجود ظافر يوسف، أو أي عربي آخر يأتي بتأشيرة الاحتلال، وعلامات السؤال فوق رؤوسنا، إن رأينا الإعلان قبل العرض، ولم نتذكر بديهيات قضيتنا الفلسطينية.

(القدس)

الثلاثاء، 1 مارس 2011

هام؛ إلى الأخوات الثوريّات...

بما انه كلياتكنّ تابعتن الجزيرة، ومثل الجميع، طبعًا حبينا واستمتعنا وانبسطنا وهو القرضاوي يحرّض على كلاب الأنظمة، وخاصةً لما أفتى وهدر دم معمّر القذافي... نترككم الآن مع شيخنا الفاضل المناضل الثوري.. فاسمعوا واصغوا !