القول الفصل

القول الفصل

الجمعة، 25 مايو 2012

عن الثورة الجديدة والتدوين :)

الثورة؛
ينظّر لها مدوّنو الوررد پرس..
يخوضها مدوّنو بلوچسپوت
ويحصدها مدوّنو تمبلر

:)

الخميس، 24 مايو 2012

لا تكن مع الاحتلال ضدّهن...

مادة سياسيّة لكاتبها باسل الأعرج



باسل الأعرج لحظ إعتقاله



أحاديث تلاحقك حيثما ذهبت؛ في المقاهي، السيارات، في انتظارك عند طبيب الأسنان، صباحًا وأنت تلقي التحية على عامل النظافة. تسمعها ساخرةً ممن يناولك علبة السجائر في البقالة، في استراحة شرب القهوة في مكان العمل، على طاولة العشاء، من زميلك أيام الدراسة الذي فاقت ثروته المليون خلال سنتين، يلقيها على مسمعك المريض وأنت تقدّم له مستعجلاً دواء ضعفه الجنسيّ.
تقرأ في الفيسبوك، التويتر، في الصحف، ومواقع الانترنت والمدونات، بالفصحى أو العاميّة الممتلئة بالأخطاء الأملائية، وبالحروف الانجليزية أحيانًا.
في الإعلان التجاري عند حاجز قلنديا، في ثورة البناء العقاري في قلب مدنٍ ممسوخة، في لوحة إعلان (بالعبرية) لمرآب تصليح السيارات، في قائمة الطعام في مطعمك المفضّل وفي عينيّ مسؤول مصاب بعقدة ستوكهولم.
أحاديث وأقوال، تلميحات وكتابات، كلها تسخر وتحقّر وتبخّس عمل وشخوص النشطاء ضد الاحتلال والفساد السياسي، لكن هذا كله عالم، والتحقير الساخر من نشاط الإناث، عالم آخر يوازيه.
في الأيام الأولى لإضراب الأسرى عن الطعام، تسلقت فتاة مركبة عسكرية إسرائيلية لتفريق المظاهرات (بوئيش) قاذفةً للمياه ذات الرائحة الكريهة. وغير الاعتداء الجسدي الذي تعرضت إليه، الفتاة ورفيقاتها، والأسلحة الكيماوية لتفريق المظاهرات وغيرها من أشكال التنكيل، تعرضوا أيضًا لسيلٍ هائل من التعليقات المستفزة من قبل أبناء شعبهنّ.
في ذات السياق انتشرت صور لصبايا يرشقن الجيش بالحجارة عند سجن عوفر، فاشتعلت على أثر هذه التعليقات موجة نقاشات (وكعادتنا، يتحول النقاش إلى السباب والشتم) واستفزتني تصريحات بعض النشطاء أكثر مما استفزتني التعليقات المسيئة.
*

تنشأ عند أبناء المجتمعات المقهورة، والواقعة تحت الاستعمار خاصةً، علاقة ازدراء ضمنيّة للذات والآخر (داخل المجتمع) فتصب على غيرهم من أفراد المجتمع، حيث يعكسون العار والمأساة ضمن منهجية
عندما يجاهر المقهور بمقولات مسيئة لغيره من الواقعين تحت القهر ذاته، إنما هو يعبّر عن مدى شعوره بالضعف والدونية والذنب، وذلك من أجل الحصول على توازن نفسي والتخلص مما يحيط به من توترٍ وانفعال.
ويمرّ المقهور في ثلاث مراحل حسبما يعرضها مصطفى حجازي:
أولاً، مرحلة الرضوخ والقهر؛ حيث تدوم هذه المرحلة لفترة طويلة نسبيًا، ويشكل زمن الرضوخ والاستكانة –الفترة المظلمة- في تاريخ المجتمع عصر انحطاط تكون فيه قوى التسلط الخارجي –الاستعمار- والتسلط الداخلي-سلطة أوسلو مثلاً- في أوج سطوتها، فيكره الإنسان ذاته ويوجّه عدوانيته تجاه نفسه ومن يقبع تحت ذات مستوى القهر.. ثم يزيح هذه العدوانية ليمارسها تجاه الأضعف منه، وفي حالتنا الاجتماعية تمثل المرأة رمزًا للضعف، وتصبح أكثر من تصب عليه عدوانية القول والفعل.
ثانيًا، الاضطهاد؛ يحوّل الإنسان حالة الغليان العدوانية التي كانت موجهةً ضده إلى الآخرين بعد عدم تمكنه من كبتها أو التخلص منها، ويبحث عن مخطئ ليحمله وزر ذلك الشعور، ليتخلص من عقدة الذنب والدونية والعار، واضطراب الديمومة- أي عدم قدرة الإنسان على التمكن من قوى المكان والزمان، وبالتالي فقدان سيطرته على مصيره- لتخفيف التوترات الداخلية في نفسه.
ثالثًا، الانتفاض والتمرد؛ حيث يسعى المقهور للتخلص من كل هذه العُقَد عبر الانتفاض والرفض ومواجهة المتسلط والقهر، عبر الكفاح المسلح أو المقاومة غير العنيفة.


*


الوعي، كما يعرّفه علماء النفس- حالة عقلية يتميّز بها الإنسان بملكات المحاكمة المنطقية، الذاتية، الإدراك الذاتي، الحالة الشعورية، الحكمة/العقلانية، القدرة على الإدراك الحسّي للعلاقة بين كيانه الشخصي والمحيط الطبيعي به.
بالمحصلة، إن الوعي هو ما يكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة حوله.
أما الوعي الزائف، فهو أن تكون أفكار الإنسان ووجهات نظره ومفاهيمه غير متطابقة مع الواقع، أو غير واقعيّة وتقتصر على جانبٍ معيّن.
إلا أنني أميل جدًا إلى تعريف الصديق خالد بركان للوعي: ليس بمقدار القراءة والكتابة وحفظ المعلومات بقدر ما هو الالتزام بالمسؤولية الفردية في الانحياز المطلق للحق والأفكار النبيلة والالتزام بقضايا وحقوق البشر والدفاع عنها.
عانى مجتمعنا من سياسات تجهيل وصهر وكيّ للوعي الفردي والجمعين مدة سنوات طويلة، وتم استبداله بوعيٍ زائف ساهم إجراءات الاحتلال مساهمةً كبرى في سبيل ترسيخ هذه الأفكار، ولا ننتكر مسؤولية السلطة والإعلام المتواطئ وأشباها لمثقفين والكتاب ومؤسسات المجتمع المدني التابعة لمنظومة التمويل الخارجي، ولم يحظى المواطن الفلسطيني على حقه الكامل في صياغة وعيه السليم، فيولد ويعيش ويموت في ظروفٍ غير طبيعية، فكيف نطلب منه مواقف طبيعية؟
*

يقسم مصطفى حجازي الخصائص الذهنية المتخلفة للمقهورين على النحو التالي:
أولاً، الخصائص الذهنية المنهجية: وتتميز باضطراب منهجية التفكير من جهة وقصور للفكر الجدلي من جهة اخرى، ويتجلى اضطراب منهجية التفكير بما يعانيه الذهن المقهور من قصور الفكر النقدي، فهناك عجز في الجمع في سياق واحد بين الاوجه الموجبة والسالبة (المتضادات)، ويعجز عن الذهاب بعيدا في تحليل الامور لأنه لا يدرك ان لكل ظاهرة مستويات من العمق ويكتفي بالمستويات السطحية التي تشكل عادة قناعا يخفي الحقيقة، ويطلق احكاما قطعية نهائية بشكل مضلل. اما ضعف الفكر الجدلي فهو لب الذهنية المقهورة فهي جامدة قطعية أحادية الجانب تخفق في ادراك الترابط والتفاعل بين الظواهر وما ينتج عنها من حركية وتغيير.
الخصائص الذهنية الانفعالية: طغيان الانفعالات وما يرافقها من نكوص على مستوى العقلانية ظاهرة مألوفة في الازمات، ولكنها عند المقهور تكاد تكون هي الاسلوب الاساسي ويعيش في حالة من التوتر الانفعالي مما يمنع من التصدي العقلاني الموضوعي للمشكلات والأزمات الحياتية.
توضح الخصائص الذهنية للمقهورين طريقة التفكير والنقد والجدل، وتعطينا لمحة قوية عن كيفية النقاش الذي يحدث وعدم تمركزه حول الموضوع والتشتت وطبيعة الاستنتاجات الغريبة احيانا.

*

تُسَفَّل المرأة في ادوار الرضوخ تبعا لواقعها، فمن الرضوخ للأب والأخ، ثم للزوج.. ويُنظَر لها على أنها ذلك الكائن الضعيف الجاهل القاصر العاجز الذي يحتاج الى وصي وحماية.
يتم استلابها أشد أستلاب، بداية بالاستلاب العقائدي لدورها بالمجتمع، وإقناعها بواقعها المعاش ودفعها نحو تذويت القهر والحط من دورها وقدراتها ووظيفتها، ثم يأتي الاستلاب الاقتصادي بحيث تحاصر اقتصاديا وتمنع من الانتاج الذاتي الفردي المستقل عن الذكر لضمان عدم قدرتها على التحرر من اضطهادها، ثم استلاب جنسي، لتتحول الى وعاء لإشباع الرغبات الجنسية والنفسية للذكر ووعاء حاضن للإنجاب، وتغيب في هذه التركيبة المساواة بين الذاتية والغيرية من الذكر خوفا من بروز الحس الانساني الذي يتهدد نرجسية و"إيجو" الذكر، فيمارس عليها ما يمارسه عليه المتسلط.
يزرع المتسلط في عقل المقهورين ثلاث عقد رئيسية:
أولاً، عقدة النقص والدونية؛ وهي الشعور بالتسفيل وتحقير الذات وعدم انسانية الشخص ومدى الضعف والجهل مقارنة بالمتسلط القوي الجميل المنتج المتحضر.
ثانيًا، عقدة العار؛ عندما يبدأ المقهور بالشعور بواقعه الفعلي يعيش شعور مليء بالعار، ولا يستطيع ان يتحمل ذلك الواقع فيقوم بإسقاط وإزاحة ذلك العار على الاخر المشابه له.
ثالثًا، عقدة اضطراب الديمومة؛ يستحضر المقهور هنا كل تجارب الماضي ويعيش في خوف مستمر من ان يطاله تسلط وإجراءات المتسلط، فيميل الى الانعزال (امشي الحيط الحيط) او الى التماهي مع المحتل..
كل هذه العقد تُعكس فعليا وتصب على المرأة بحيث يقوم الذكر بتصوير المرأة على انها هي العار ويختصر معنى الشرف والكرامة في عضو جنسي بين الفخذين، فتتغير المفاهيم والقيم والأحكام، ويظل شاعرًا بالتهديد المستمر لشرفه المزعوم الذي تمثله تلك المرأة، فيحاصرها ويغلق عليها ويمنع حريتها، خوفه الأبدي من الفضيحة وسعيا وراء النمط الاجتماعي المناسب واللائق، فأكثر ما يستفز المقهورين ويهددهم هو تصرف يجرح ذلك الشكل الاجتماعي الزائف الذي يستعمله كغطاء لعاره وضعفه بغياب كرامته.
لذلك عندما تقوم فتاة ما بصفع ذلك الجندي او تتجرأ على فعل لا يتجرأ الذكر عليه، يقوم الذكر بقياس ذلك على نفسه وعدم قدرته على الفعل ذاته، ويقارن خضوعه امام ذلك الجندي بانتفاض تلك الفتاة فيشعر بالخزي مما يدفعه لاستحضار كل الاسقاطات السلبية عليها.

*

ومع هذا، يجب مراعاة الرأي العام وكسبه وعدم معاداته نهائيا، فان كنت تؤمن بالعنف الثوري والكفاح المسلح كطريق للوصول الى الانعتاق، اود ان اذكرك بأن فرانتز فانون اشهر منظري العنف الثوري قام بترتيب مراحل العمل الثوري واضعا مرحلة كسب العقول والقلوب بعد تحديد الهدف والاستعداد...
" هي من المراحل الاكثر اهمية لانجاح او فشل اية حركات اذ ان التحرر لا يتم الا من خلال النخب قليلة العدد ( انتم ) ومن هنا تأتي الحاجة الى جماهير توفر للحركة الدعم والافراد والموارد والاستمرارية ولذا فان عملية اقناع الجمهور بالثورة وكسب ت؟اييد ودعم ومشكارة المجتمع لا يتم بسهولة وعليه فان يستخدم القادة عوامل وتقنيات في توظيف الجماهير مثل الطاعة والاقناع والعدوى والتكرار والتاكيد والنرجسيات الجماعية وتأليفها واختلاقها وتوظيف الدين في التحرك واللجوء الى التبرير والعوامل النفسية الاخرى في اقناع الجمهور "[1]
وان كنت من المؤمنين باللاعنف الذي يعتبر جين شارب وغاندي من اشهر منظريه ، فقد اعتمد المذكوران في وضع مراحل التحرر عبر اللاعنف على نظرية العالم النفسي جان ماري موللر الذي يقول: "وفي نفس الوقت يكون هناك بناء للقدرات والتطوير الذاتي مثل مدراس بديلة ومؤسسات بديلة واعداد للكوادر ، وطرق التدخل وتوزيع الادوار اثناء التدخل وهنا يحصل القمع من قبل الطرف الاخر فتتوسع قاعدتهم الجماهيرية ويكسبون الرأي العام"، ويضيف: "قد يكون الرأي العام المحلي او الرأي العام الوطني او الرأي العام الدولي حسب طبيعة الصراع " [2]

حاولت ان اجمع وأصنف واحلل اسباب مثل هذه التعليقات والتصرفات ، وأيقنت ان الاحتلال له الدور الاكبر عن طريق ممارساته وإجراءاته اضافة لوكلائه من المتسلطين الداخليين وأشباه المثقفين.
واعتقد ان كثير من الناس ممن لم يصرحوا بمثل هذه الاقوال انما يحملونها في عقولهم لكن لم يكن عندهم الجرأة الكافية ولا التوتر الانفعالي اللازم ليصرح بها.
لن ابرر ولكن سأتفهم واحاول معرفة كيفية مواجهة هذه الظاهرة في المجتمع واضع بين عيني استنتاج مهم (هم ضحايا فلا تكن مع الاحتلال عليهن).
فلا يجوز وليس من اللائق ممن وضعوا على انفسهم اللالتزام الاخلاقي بالدفاع عن الوطن والمجتمع لتحرير الارض والعقل اشعار الناس بدونيتهم والتبخيس فيهم مهما خرج منهم ما يسيء بك، فان لم تتفهم عقليات الناس وسلوكياتهم وأنت لا تملك الان سلطة عليهم فانا على يقين بأننا سنستبدل متسلط بمتسلط اخر.
واقترح بعض الأفكار التي قد تصح كمادة للتفكير نحو إيجاد الحلول:
1-  حرر عقلك من كل هذه العقد التي سبق ذكرها.
2- راع ثقافة المجتمع و لا تعاديها.
3- تعامل مع المحيط بواقعية وحاول المحافظة على الاتزان الانفعالي.
4- عرفهم حقوقهم وواجباتهم.
5- عرفهم قدراتهم الذاتية، وتقدير الفروقات الفردية.
6- لا تناقشهم، فقصور الفكر الجدلي سيد الموقف، بل استخدم اسلوب سقراط في الطرح والسؤال.
7- حول كل ذلك الغضب باتجاه الاحتلال.
8- لا تبالغ بالشكوى والتذمر.
9- لا تصبح مغناطيس للأفكار السيئة لأنك ستفسر كل ما يحدث بطريقة سلبية.
10- ساهم في تغيير هذه القناعات والقضاء على الوعي الزائف. 

أيّار 2012




[1] فرانتز فانون ، المعذبون في الارض
[2] جان ماري موللر ، استراتيجية العمل اللاعنفي 

*باسل الأعرج- ناشط سياسي من القدس

الثلاثاء، 15 مايو 2012

راجعون بلا شك!


تصميم | رازي نجّار

64 على الكنبة...


قبل سنتين نشرنا هذا الملصق... وهو اليوم أكثر إلحاحًا
فكرة: مجد كيّال
تصوير: محمد بدارنة
تصميم: بسّام لولو



حرٌ بأفكاره...


* نصٌّ نُشر ضمن معرض "أشرعة الحريّة" الذي نظمته مجلة "فلسطين الشباب" في جامعات الضفة الغربية. إلا أن المعرض، للأسف، لم يصل إلى داخل الخط الأخضر. 


"أشرعة الحريّة" في جامعة بير زيت. عن صفحة "فلسطين الشباب"



نعم، لم تشأ أن تفعل ذلك، لكنك حتى لو أردت؛ لن تستطيع.
·        

الحريّة أن تفعل ما تمليه عليك إرادتك، حواجزٌ أمامك: جسدٌ هشٌّ أو طقس ماطر، شحّ تمويلك أو سجن القناطر.

لكن الطريق الأسهل، هي ببساطة أن تفقد رغبتك، أن لا تُريد: هل "حريّة الإرادة" حريّة ولادتها أم حريّتها في أن تُنجب الأفعال؟
    ·  
في المصانع ذات الإشعاعات الخطيرة، لن تملك الوقت لتفاضل بين "ماتيس" و"بيكاسو". في صفوف مدرسةٍ دون سقف (إن جهاز التعليم المتطور يتيح لنا صفوف كَشِف!) لن تتمكن من أن تمتاز بالغباء الذي سيؤرخه التاريخ بعد أن تسقط على رأسك تفّاحة، هنالك بلاد لا تمتاز بالتفاح بل بالزيتون، والزيتون، كما تعلمون، لا يسقط حبةً حبّة على رأس شابٍ متوحدٍ، أي على رأس الفرد، بل يمطر على رؤوس أبناء الحمولة كلها!
ولكن، من جهةٍ أخرى، في الأحياء التي يُقتل فيها الفتيان خطئًا في حروب العصابات، لا يسع الفتيات إلا أن ينتظرن أميرًا على فرسٍ بيضاء. في الأحياء التي يُقتل فيها الفتيات على خلفية انتظارهن، يعرفن بأنه إن كان لا بد من إغواءٍ فليكن سريعًا جنسيًا وعاصفًا لعلهن يلحقن نشوة واحدة قبل موعد رصاصة ابن العم...
ما أتعس حظ المرأة العربيّة: لا يكفي أنها تُقتل لأنها مارست الجنس، بل أنها أيضا ستكون، على الأغلب، قد مارسته مع شرقيٍّ متوحّش آخر وصل نشوته ولم يعرها اهتمامًا. 
·        
هنالك ما لا نفعله لأننا غير قادرين على أن نريده أصلاً، وهناك ما نريده لأننا غير قادرين على فعله أصلاً. فليُنه الفلاسفة نقاشات العبث؛ الحريّة كائنٌ لا يعيش إلا في فكرته نفسه، الحريّة كائنٌ يبدأ وينتهي في التفكير به والكتابة عنه، أن تكون حرًا يعني أن تفكر بالحريّة، أن تكتبها؛ حتى لو قيّدك المحرر بخمس مائة كلمة.
·        

الفصل 31: كيف وصل كنديد[1] إلى غزّة وطخ حاله.




[1]  كنديد: رواية من ثلاثين فصلاً لفولتير، كنديد عنوانها واسم بطلها. 

من يوميّات خليل السكاكيني...




خليل السكاكيني




"مهما استبد الرجل بالمرأة ، فلا يستطيع أن يسحقها، وأما إذا استبدت المرأة بالرجل فإنها تسحقه. ومهما تكتم الرجل أمام المرأة فلا بد أن تقف منه على الحقيقة، وأما المرأة إذا تكتمت فلا يستطيع الرجل أن يعرف من أسرارها شيئًا. قد تبوح لك المرأة بكل سرّ إلا بسرّها."



* ملاحظة: لم تقتصر فراسة خليل السكاكيني على تحذيره من المشروع الصهيوني، بل أنها، كما تقرأون، تتسع لأمور أكثر كونيّة، وحميميّة. 

مما اقتضى الترويس

الجمعة، 4 مايو 2012

سامع حبيبي؟

The Boredom- A.A. Deineka 


- المهم... سامع حبيبي؟
- اه حبيبتي؟
- صارلي كم يوم، مش عم بعرف أنام بالمرة... فصرت دايمًا بالليل أفكر فيك وأتذكرك، حبيبي، وأغفى من الزهق... 

الخميس، 3 مايو 2012

مما وجب التذكير؛ حول الثورة السورية المجيدة

  مجد كيّال





"أبناء الريف اليوم يبنون مدينة الغد:  مثل شيخٍ جليلي يذوب تحت الشمس فلاحًا ليعلّم ابنه -المغترب عن الأرضِ- في جامعة المدينة..."







علينا أن نتذكر، أن إسقاط نظام الأسد ليس ماهية الثورة السورية، بل نتيجة مترتبةً عنها. أن نتذكر أن ماهية الثورة هي إسقاط وكسر سنوات وسنوات من الخوف والخضوع والضعف الإنساني.


علينا أن نتذكر أنه من الواقعي أن تتسلم الحكم في سوريا قوى إسلامية ظلامية باطشة وتخنق سوريا طاغيةً، وأنه من الواقعي أن تحكم سوريا قوى نيوليبرالية متواطئة مع الإستعمار تبيع سوريا خائنةً. وهذا التذكير ضروري لكي نجزم ونحسم الأهم الآتي:


أن هذه الثورة إذا ما انتصرت، فإن الشعب السوري سيهزم كل طاغيةٍ يأتي، وأن السوريين سيعيشون مع ذاكرة انتصارهم على مأساتهم، فيلاحقون النظم القادمة، مهما كان شكلها، ويهزمونها إذا ما أظهرت علامات تذكّر بالماضي الأليم. وأن هذه الثورة، إذا ما انكسرت، فإن الشعب السوري سيعود إلى كهفه لسنوات طويلة، ولن يرفع رأسه حتى لو عاد هنري غورو إلى ميسلون...


وعلينا أن نتذكر، أننا من تأخر عن دعم الثورة السورية، وأننا من تساهل ومن "انتظر ليرى ما الذي سيجري"، وأن الشعب السوري انتفض لأشهر ونحن ننتظر وننظر إليه؛ لنتذكر أن اليسار ظل عالقًا في خيبته، والحركة القومية ظلت عالقة في ملامحها الفاشية.. وأنه حتى ممن يقفون اليوم ضد النظام كانوا في الأيام الأولى للثورة يقولون بالإصلاح بدلًا من الوقوف موقفًا ناريًا ضد النظام إلى جانب الناس. علينا أن نتذكر أنه في الوقت الذي انشغلنا نحن فيه بخيباتنا، كان في الغرب من سارع باستخلاص العبر من الثورة التونسية والمصرية واستغل الفراغ ليبني رجالاته في "الصفوف الأولى" التي تمثل الثورة...


علينا أن نتذكر، أنه من السخيف والمضحك أن يطلب الإنسان من أعدائه الانتظار؛ "لا للتدخل الأجنبي"... بل تقطع عنهم الطريق بأن تشغل الحيّز وتملأ الفراغ الذي منه يستطيعون الدخول والتدخّل...


وعلينا أن نتذكر، أن "السلمية" ليست هدفًا منزلاً، إنما وسيلة تلائم أو لا تلائم المكان والزمان. وأنه لا يجوز للثوريين التنصل من تراث الثورات المسلحة وأدبياتها، كجزء يشكل تاريخ مقاومة السلطات والاستعمار تمامًا كما يشكلها النضال السلمي. فالمعنى ليس بنوع السلاح -المولوتوف الجيّد قد يقتل أفضل من المسدس- بل هي في دوافع من يحمله، وفي إخلاص من يحمله، وفي مصدر هذا السلاح...


وعليه، فإن التحدث عن السلمية إن لم يكن في إطار النقاش حول وسائل الثورة، إن لم يتضمن اعترافًا بحق المظلوم على اختيار أي وسيلة للدفاع عن نفسه، إنما هو خضوع لدعاية برجوازية عقيمة تقول باحتكار القوة في يد النظام السائد.


وعلينا أن نتذكر، أن المظاهرات التي لا ترفع شعار اسقاط النظام بشكلٍ واضح في دمشق، وأن الشعارات الـ"خفيفة على القلب والخاصرة" التي يرفعها جزء من الشباب الثوري الذي لا زال يخوض عملية كسر حواجز الخوف، بـ"وقف القتل" وبـ"كلنا سوريين" و"ضد الطائفية" وتوزيع الورود... هي مرحلةً طبيعية ومطلوبة ولا يمكن المزاودة عليها؛ لكن من يخوض هذه المرحلة في شوارع دمشق أو غيرها من المدن، عليه أن يعترف ويتذكّر: أن هذا الهامش الذي ينشط ضمنه لم يكن قائمًا قبل عامين، وأنهم لو وزعوا الورود مع بطاقة تحمل كلمة "حرية" قبل الثورة، لغابت آثارهم قبل أن تُلتقط صورهم


علينا أن نتذكر، أن أبناء الريف الذين يطرقون جدران الحديد بعنف، يزيدون الاحتدام ويرفعون السقف ويحرجون النظام ويحاصرونه، إنما هم الذي يفسحون المجال للنشاط بشكله الذي نراه في دمشق


علينا أن نتذكر،  أن الثورة السورية هي ثورة في طور الولادة، وتحتاج سنوات من التغييرات الاجتماعية والسياسية لتصل إلى إمكانيات البلوغ الثوري كما في النموذج التونسي. إن الثورة في سوريا لا تأتي من قلب المجتمع المدني السوري، بل هي ثورة لأجل بناء المجتمع المدني الذي منه ستنطلق ثورات وحراكات سياسية قادمة بأشكالٍ أكثر ورديّة...


علينا أن نتذكر، أي أن نعترف، بأمر واحد هو المركزي: أن أبناء الريف السوري اليوم، يكتبون لنا- نحن شباب النخبة- حياتنا المدنية، يكتبون لنا المدينة، يبنون لنا الحيّز الذي فيه سنمارس السياسة، ونمارس الرأي، ونمارس التظاهر ونمارس الصحافة ونمارس الحزبية ونمارس الانتخاب.


علينا أن نتذكر أن أبناء الريف اليوم يبنون مدينة الغد:  مثل شيخٍ جليلي يذوب تحت الشمس فلاحًا ليعلّم ابنه -المغترب عن الأرضِ- في جامعة المدينة...


عـامـر حـلـيـحـل؛ "وحشٌ مُربِكٌ" في لُندنْ



وصلتني يوم أمس رسالة تحوي جملة من النقد الصحفي والتقارير عن موسم المسرحيات الذي افتتحه مسرح Royal Shakespeare Company، وفي التقارير ما يتطرق إلى أداء الرفيق عامر حليحل في هذه المسرحيات، خاصةً عن دوره الرئيسي "كاليبان" في مسرحية "العاصفة"... 

أَنشر الروابط والاقتباسات لأن فيها ما يُثلج الصدر ويغمرني -شخصيًا- فرحًا، ويسخمنا -كلنا- فخرًا، في ما يؤديه عامر حليحل وفيًا في أهم المسارح العالمية...

إقرأوا وانشروا!   




جريدة التايمز

The big, crude Caliban is the Palestinian Amer Hlehel, who respects and speaks  the savage's poetic lines with rare beauty
(التقرير مُرفق مصوّرًا أسفل التدوينة)



*
الغارديان

 Amer Hlehel's Caliban is disconcertingly monstrous in his all-too-human viciousness, with heart-wrenching intimations of spirituality.
كاليبان عامر حليحل هو وحش مربك  في كل خبثه الإنساني المفرط، وينتزع القلوب (بقطّع القلب) في ايصاله للروحانيات.



*
بريمينغهام برس

And Amer Hlehel is an earthy, broad shouldered Caliban graced with a silver tongue.
عامر حليحل هو كاليبان فظ، شامخ وينعم بلسان من فضة

إقرأ...
 


*
The Stage

an unusually strong Caliban, the Palestinian actor Amer Hlehel
إقرأ...



*
The Exeunt
Amer Hlehel’s Caliban is a nicely contrasting corporeal presence






*
The Reviews Gate
Caliban’s (Amel Hlehel) description of the island’s music is poetic and touching

 

 

 

تقرير التايمز- اضغط للقراءة




 

الأربعاء، 2 مايو 2012

حُلم البوبكورن...







أخبرني والدي بأن انتخابات الكنيست ستجري بعد أربعة أشهر، وستكون هذه أول انتخابات تجري وأنا لست شريكًا في الحزب الذي كنت فيه حين كنت أفكر بأن الإنتخابات هذه، معركة يخوضها الناس لتحقيق مبادئهم.

وعندما قال والدي ما قال، أخذت مخيلتي تحيك أحلام بالغة الغرابة، كانت فنتازيا مُمتعة... أقسم أني سأحققها!

قبل الانتخابات بشهر واحد، سأشتري وعاءً كبيرًا كبيرًا كبيرًا كبيرًا كبيرًا كبيرًا من الفُشار! وعاء بوبكورن عملاق، يصل ارتفاعه إلى أمتار كثيرة، إلى أعلى من أعلى شرفة يستطيع نشطاء الأحزاب أن يعلقوا عليها شوادر الإعلان، وسأصعد على سلالم سيارة إطفاء إلى أعلى وعاء الفُشار، عاري الصدرِ تحت شمسِ آب، ألبس نظارةً شمسيّة، وستبقى سيارة الإطفاء تحت الوعاء، كم ستبدو صغيرة سيارة الإطفاء بجانب وعائي الفُشاريّ المهول. وسيمتد من سيارة الإطفاء أنبوابًا طويلاً طويلاً طويلاً طويلاً طويلاً طويلاً، يضخ إليَّ، إلى الأعلى، لترات متواصلة من الكوكاكولا. وسأجلس هناك لشهر بأكمله، على حافة الوعاء أسند رأسي على حبّات الفُشار الناعمة، وأكتشف أن نظّارتي الشمسية، إنما هي نظارة للمشاهدة ثلاثية الأبعاد...

وسأشاهد الفيلم.

الثلاثاء، 1 مايو 2012

مزامير الأوّل من أيّار...



"جل ما نرمي إليه هو القضاء على الطابع البائس لهذا التملّك الذي يحيا العامل تحت وطأته لزيادة رأس المال فحسب، وحيث يُسمح له بالبقاء على قيد الحياة طالما أن مصلحة الطبقة الحاكمة تقتضي ذلك."




 ***
"إن حديث البرجوازية المنمق عن العائلة والتربية وأواصر المودة التي تشد الأهل إلى أولادهم يدعو أكثر فأكثر إلى الإشمئزاز بتأثير الصناعة الحديثة التي تعمل على تفسيخ العلاقات العائلية في صفوف البروليتاريين وتحويل أولادهم إلى مجرد سلع تجارية وأدوات عمل."





***
"الشيوعية لا تحرم أي إنسان من قوة تملّكه لمنتجات المجتمع. جل ما تقوم به هو حرمانه من تسلّطه على عمل الآخرين عبر ذلك التملك."





***
"لأنه يتوجب على البروليتاريا في المقام الأول أن تنتزع السلطة السياسية وأن تنهض لتكون الطبقة القيادية للأمة، أي أن تؤلف الأمة، فهي في تحقيقها ذلك إنما تكون بروليتاريا وطنية، ولكن ليس بالمفهوم البرجوازي للوطنية!"






***
"يرى البرجوازي في زوجته مجرد آلة انتاج. يتناهى إلى سمعه أن أدوات الانتاج يجب أن تكون مشاعًا وبالطبع فإنه لا يتوصّل إلا الى استنتاج واحد هو أن ما ينطبق مشاعًا على كل ما هو قائم سوف يسري على المرأة. ولا يتملكه أدنى فهم في أن الغرض الحقيقي من كل ذلك ليس سوى الاطاحة بوضع تُعتبر فيه النساء مجرد وسائل انتاج."






*الاقتباسات من البيان الشيوعي- كارل ماركس وفريدريخ انجلز