القول الفصل

القول الفصل

الاثنين، 16 فبراير 2015

مهرجان القائمة المشتركة: من دخل بيت دوف حنين فهو آمن




كان يوم السبت مهرجان انطلاق حملة القائمة المشتركة في الناصرة. قاعة أبو ماهر الي كان فيها المهرجان بعرفهاش غير من مهرجانات سابقة، مهرجانات مكانش فيها محل للناس توقّف ع الدرج، مهرجانات كانت القاعة الصغيرة تملا شباب قاعدة قبال شاشة، ومهرجانات تلاقي ع مدخلها الباصات مصفصفة من كل البلاد والمناطق. الحضور كان ممتاز؟ كان ممتاز لو انه الجبهة عاملة المهرجان لحالها، أو التجمع أو الإسلاميّة. حاولت ببساطة أحسب عدد المندوبين في البرايميريز للأحزاب الثلاثة، طلّع معي إشي بشبه العدد الي كان بالقاعة. بادي نقّ؟ بالزبط. 

كان في بالقاعة نوعين ناس. ناس محششين، وناس مش مصدّقين إيش هذول المحششين عم بعملوا. ناس طايرين بالهوا، محبة ورواق وخضار وشوي بدهن يلبسوا قمصان مفتوحة وسنسال ورد ونظارات شمس، والكل يعبّط ببعضه ويبوّس ببعضه، وإنه بتشعر بكل لحظة إنه ممكن يجي عصام مخّول يمدلّك كبّاية موخيتو. وفي ناس، مثلي، مش فاهمين إيش عم بصير. كأنك فايت ع كوكب ثاني. وفجأة بتبدا تكتشف إنه كثير غريب الموضوع، بس من ناحية ثانية كثير مألوف، إنه كلهن زيّ بعض. يعني عادي. عندك جماعة "إحنا الطاقم إعلامي ومعانا netstick" بكونوا قاعدين ورا المنصّة، وعندك الشباب الي دمّهن حامي بكونوا واقفين ع الجنبين (هدول هتّيفة + حبّيبة، أنا خرّيج هاي المدرسة)، وعندك ثلاث أنواع مخضرمين حزبيًا: في نوع واثق من حاله بكون واقف ساند الحيط الورّاني الي ع جنبين الباب، ونوع من جماعة الي بدهن اهتمام بتلاقيهن واقفين (الله أعلم ليش!) بعِرق المنصّة دغري. وفي عندك نوع ثالث اسمه علي مواسي بضل كل المهرجان رايح جاي. وفي عندك المحترفين والمتفرّغين بالأحزاب الي فوق الأربعين بكونوا دايمًا واقفين يدخنوا ع الدرجة، وقد برز غياب هذه الشريحة بالمهرجان لسبب مش واضحلي.  

*

منصور عبّاس (الحركة الإسلاميّة) كان عريف الحفل، بكل جديّة الزلمة هذا لطيف. بس إنه، يمكن عشان الوحدة وهيك، كان في إشي زي النسويّات. كيف بالزبط النسويّين\ات كلشي لازم يحكوه\ا بالمذكر والمؤنث، هيك الشّيخ منصور حسّ إنه كلشي بقوله لازم يلائمه للجبهة والتجمع والحركة، أو مسلم ومسيحي وعلماني، كلشي لازم تقوله ثلاث مرّات. فبدأ بده يدعي الناس للوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، إسا الشيخ متعوّد إنه شو؟ يقرأوا الفاتحة والسلام عليكم وخلّصنا الموضوع. قام قلّك "نقف إجلالاً لأرواح شهداءنا، فمنّا من سيتلو صلاة (قصده المسيحيّة) ومنّا من سيقرأ الفاتحة (قصده الإسلام) ومنّا من... (علّق)... سيقف دقيقة صمتٍ لأرواحهم". إسا تمام، مشينا بالموضوع، بتقدرش تضحك لأنه دقيقة صمت. إسا شو؟ الشيخ عامل حسابه انه بتخلص الصمت، بيجي بعدها النشيد الوطني، بس شو المشكلة؟ إنه الشيخ إله بالعادة يعيّر ع الفاتحة، إسا الفاتحة يعني إذا مدّيتها منيح بتوخد معك 15 ثانية، بالجنازات عمومًا بتوخد بين 5 لـ 10 ثواني حسب عمر المرحوم، كل م كان أكبر بقروها أسرع. فمرقوا 15 ثانية قام الشيخ منصور بكل تلقائيّة بقول: 

"موطني"

صمت في القاعة. 

العلمانيين علميين، باقيلهم 45 ثانية للدقيقة.
المسيحيّة مخلّصوش الإفلوغيتاريا. 

صمت في القاعة. وصدى الشيخ منصور يتردد "موطني".. "موطني".. "لماذا لم يطرقوا جدران الخزّان؟"... "لماذا لم يطرقوا جدران الخزّان؟"

وطبعًا استمر الشيخ منصور هيك حتّى نهاية المهرجان بحاول يقول كلشي مثلّث. وطبعًا المحطّة المفصليّة لما توجّه للحركة الإسلاميّة قال الأخوة، وما بده يتوجّه للجبهة قام نسي جمع كلمة رفيق: والـ... رُفقاء. إسا تمام، الشيخ غلط بس يعني بتلوموش. إنه بكل جديّة، إحنا بالـ 2015 ليش بعده اليسار مصرّ ينادي بعضه "رفاق". إنه يا إبن وسائل الانتاج تغيّرت، وحضرتك، بالذات انت، مش واقف ع خط الانتاج بمصنع سيّارات، ناهيك عن إنه كلّ اليسار بعرف بعضه، نادوا بعض بأساميكو! بعدين أجا دور ينادي نشطاء العربّة للتغيير (فش هيك إشي، مناداهنّش) بعدين أجا دور التجمّع. قال الحركة الإسلاميّة أخوة، الجبهة رفاق، والتجمع شو؟ إنه شو بده يقلّهن يعني؟ أتراب؟ عناصر؟ قام قلّهن زملاء... ليش لأ، الشغل مش عيب. 

وبعدين أجا نشيد موطني. مهو يا جماعة شو هي الوحدة؟ الوحدة إنه كل واحد من جهته يقدر يتنازل بجوانب معيّنة عشان يوصل لاتفاق مع الآخر. إنه التجمّع مستحيل يتنازل عن النشيد الوطني، صبابا، بس بلاش التسجيل الحربجي، خدوا تسجيل هاني متواسي. يا جماعة حطّوا النشيد الوطني، النشيد الوطني لازم يستحوا يحطّوه بتقسيم الكعكة في خطبة عروسين بأوّل التسعينات.

*

كانت صبيّة جنبي حكت شغلة هلكتني ضحك، عرايها: "حاسّة حالة بفيلم ديزني، لما بآخر الفلم هيك كل حيوانات الغابة بتتحالف مع بعضها وبتقطع غابات شاسعة وبتيجي على الاجتماع، اشي زيّ فلم سيمبا، كأنه نهاية سعيدة ولكل متجمّع وبدهن يرفعوا وليّ العهد بالهوا..." 


*

طبعًا كان مهم إنه يشكروا لجنة الوفاق الي بدونها ما كانت هاي الوحدة تحققت، وبفكّر إنه رغم الخلافات من واجبنا كمان احنا نشكر أعضاء اللجنة مع حفاظ الألقاب والمناصب: محمد زيدان، أحمد ناطور، مصطفى كبها، محمد علي طه، ومريم فرح.

*

إسا عندك قبل م كل واحد يحكي بحطّوله غنّاي بطلع عليها. يعني مثلًا حنين زعبي طلعت يمكن حطّولها "وين الملايين"، مازن غنايم حطّوله "وين ع رام الله"، أيمن عودة حطّوله "منتصب القامة"، جمال زحالقة حطّوله "ساكن في حيّ السيّدة" (بمزح) أحمد طيبي، طبعًا، شو بدهن يحطّوله؟ علّي الكوفية علّي ولولح فيها، وكان ناقص يطلع ع المكرفون يغني: وتلولحي يا دالية يام غصون العالية. 

إسا وين الفلم؟ إنه أجا دور دوف حنين. إسا شو بدك تحطّ لدوف حنين؟ على المنصّة ناصب رشاشه على المنصّة؟ مبنفعش. ما منصور عبّس دعى دوف حنين ولا فجأة!
Imagine all the people, living for todaaaaaaaaaaay Woooohooooo

والحركة الإسلاميّة مُبتسمين! وجون لينون يقلّه imagine there is no heaven، وبرضه مُبتسمين، ويرد جون لينون يقلّه and no religion too. وبرضه مبتسمين.

فهمتوا شو الوحدة الوطنيّة؟

إسا صار كمان شغلة لذيذة إنه منصور عبّاس حكى قبل دوف حنين عن انه القائمة العربيّة هي القائمة الي بتنادي بالحريّة والمساواة والديمقراطيّة للكل وانها بتمثل هاي القيم وبالتالي في مكان لليهود فيها وإلى آخره، وإنه الزلمة قال حكي عظيم ومُسالم، بس إنه شو المشكلة بالإسلاميين؟ فش عندهن فينيش، قد م يكونوا مناح بالآخر بخرّبوها. حكى كل الحكي العسل الي بالعالم، وبالآخر رفع سبابته وصاح بالمكرفون: "فنحن نقول لهم، إن كنتم تريدون السلام! (وقفة ترصّد) فانضموا إلى القائمة المشتركة... (بهدوء إنما بثقة)"... إنه كان بكل لحظة ممكن يتطلع ع دوف حنين ويقلّه: "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن". 

ممكن أصلًا هذا يكون شعارنا بتل أبيب: من دخل بيت دوف حنين فهو آمن!

*

قال الطيبي عرايه: "ترفّعنا عن ذاتنا الحزبيّة"... يا زلمة خلص اسكت، زهكتك أنا، خلص... 

*

إسا بجدّ، خلص منيكة. أنا بفكّر إنه خطاب جمال زحالقة كان لازم يكون أجمد من هيك. يعني حكى جمال بأكثر من محل إنه هو الوحيد الي كان متفائل وإلى آخره وممتاز، بس مش مقنع كثير موضوع انه "لأنه هذا هو الإشي الصح". إنه "لا يصح إلا الصحيح" هذا مش شعار سياسي، بحكي جد. بس مش في شغلة واحدة كانت جامدة بخطاب جمال: 

كل واحد من الي حكوا كان محضرلوا هيك نقفة بيت شعر يلهلب العواطف. احنا شعب بحبّ الشعر. فحدا جايبلك سميح القاسم، ومحمد علي طه جايب حاله وجاي، والي اقتبس توفيق زيّاد، وطبعًا، هذا الذّ إشي، إنه جاي أحمد طيبي محضّر قصيدة لمحمود درويش، قامت عايدة توما طلعت محضّريتها نفسها، وخلعتها قبل الطيبي. إسا الطيبي صار محضّرها، ومبعرفش غيرها، شو بده يساوي، قام عادها. بس ألذ إشي بكل هذا إنه جمال زحالقة ترك الشابي وراشد حسين واقتبس أبو النوّاس، وعصام مخول بعده داير يعزم موخيتو ع الشباب... 

بس في شغلة حكاها جمال زحالقة مفهمتهاش منيح إنه ابواب الاتحاد الأوروبي مفتوحة أو هيك إشي، مكنتش مركّز بس احتمال التجمع بدهن يفوتوا ع الاتحاد الأوروبّي برضه. هني فيهن إشي شوي اشكنازي. 

*

مسعود غنايم من الحركة الإسلاميّة. هذا الزلمة أنا والله العظيم بحترمه، بس يعني تطلع ع المنصّة تقولّي "أشعر بالفخر أكثر من فخر هوميروس بالإلياذة؟ وإنك عاصرت عمالقة كما هم أخيليس؟" يا رجل شو مالك؟ شو هوميروس؟ يا رفيق شيخ مسعود، ركّز معنا الله يخلّيك، هوميروس هاد، مش محمد عسّاف بعدين شو عمالقة مثل أخيليس؟ يا زلمة منقلّك طلب أبو عرار بتقلّي أخيليس؟ خليك معنا يا أستاذ، بلاش تقلّي كمان إنه لجنة الوفاق قاعدة بمجلس الآلهة ع ظهر الأوليمبوس. 

*

وعندك فقرة الي شكروا فيها اعضاء الكنيست الي تركوا مناصبهن. إنه عفو اغباريّة ومحمد بركة، إسا كلهن وصفوهن وكالوا المديح، القائد المثابر، والنائب الشجاع، والمتألق، ومش عارف شو. وصلوا حنّا سويد. قال: النائب الراقي حنّا سويد. كأنه مسيحي من عيلبون شو بدنا نوصفه؟ مغوار؟ صنديد؟ يلا راقي راقي.

*

نهايةً، يا جماعة الله يتمم بخير. والله يجيب العواقب سليمة. ويا بخت مين وفّق ثلاث روس وأحمد طيبي ع مخدّة. وإسا ادشروكوا من المسخرة كان المهرجان عنجد ظاهرة انثروبولوجيّة إحنا لازم نعززها. وبما إنه النائب مسعود غنايم طرح موضوع أخيليس، أنا بفكر إحنا نستعين بالطرق الي كانوا يستخدموها تاريخيًا لتوطيد التحالفات وشدّ أواصرها.. يتجوّزوا من بعض. أنا انتبهت امبارح إنه المجال مفتوح بشكل جدّي لصبايا وشباب الجبهة والتجمع والعربيّة للتغيير (فش هيك إشي بالحقيقة) يحبّوا بعض ويصاحبوا، والحركة الإسلاميّة كمان بس على سنة الله ورسوله هه. 

*

وهيك بدينا الحملة الانتخابيّة بالفالنتاين 14.2.2015
ومنشوفكو بالـ st. patrick's day بـ 17.3.2015

ومن شان الله، صوّتوا... مش عشان إشي، بس إنه توحّدنا ومش حلوة ننفضح قدّام العالم.