القول الفصل

القول الفصل

الثلاثاء، 15 يناير 2013

غضب الآب

    الرسالة الحادية عشر إلى ويليام



ضمةُ تشبه الحلمة 




عزيزي ويليام، 


عصر ذاك اليوم، كنت منطلقًا تدور على دراجاتك الهوائية حول المسرح الجوّال الذي نصب عند ساحة البيادر معدّاته وستائره وخشبته... والممثلين البارعين العاملين فيه، من سكّان المدن، يستعدون لعرض مسرحيّتهم الليلة.

في المساء، رمت لي أمّك النصّ وخرجت إلى الساحة المعتمة لتلمس أحد النجوم.

ثم صرت أنت مشاهدًا (تحت سنّ الثامن عشر).

ثم انطلقت تركض نحو الكنيسة، وتحوّلت من مشاهدٍ إلى راوٍ.

هل تذكر يا ويليام واحدًا من نقاشاتنا السياسيّة؟ قلت لي في حينه: "إن رجال الدين لا يحبّون المسرح، إلا إن كان يخدمهم."

في اليوم التالي كنت تدور على درّاجتك الهوائيّة حول ساحة البيادر الخالية، وقد أفلت النجوم.

كيف أغضبته يا ويليام؟ هل كنت حكواتيًا بهذا القدر من السوء؟ لعل هذا السبب من وراء تنازلك عن القصص القصيرة المضبوطة، وهروبك إلى الأدب المكسّر. 

لو أنك تقبض على اللغة الصحيحة يا ويليام، لأفلتت أمك من عقابها الأليم.
إن كدمات الربوبيّة لا تمتصها إلا اللغات. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق