القول الفصل

القول الفصل

الجمعة، 22 أبريل 2011

لذكرى فيتوريو| كُن إنسانًا...

إفتتاحية مدوّنة فيتّوريو آريغوني إنها حرب العصابات ضد سجن الوعي. ضد فساد الإعلام. ضد نفاق البرجوازية. ضد خنق الوعي غير المغفور. إنه الشوق للحقيقة قبل كل رمق. إنه إزالة الهم باتجاه تفكيك الحلول القائمة، ووأد الأفكار المسبقة وبودرة السطوة السوداء في أنوف المعارضة المأزومة.. إنها الوجبة الشرهة العارية النيّة المُرّة بما فيه الكفاية، لئلا تُهضم.


|كتابة وترجمة: مجد كيّال|


أسوأ الحالات، هي الحالات التي تقترب فيها من المدح البطولي والملحمي بقوالب كليشيهات أكل عليها الدهر وشربها شعبنا. وأسوأ الحالات أن تكون أسير حالة هي أكثر حقيقة وصدقًا من كل ما اعتدنا عليه في واقعنا المعطوب. وعندما تفتح كتابًا يُقرأ في سياق حدث يخلد الكاتب، فيسبق الكاتب مخطوطته بخطوات، يمكنك أن تقع في نموذجين من الحالة السيئة المذكورة: الأولى، أن نبدو كاذبين حين نعرض موضوعًا يحمل قدرًا من الصدق والتفاني غير الاعتياديين، فنبدو فاقدين موضوعيّتنا حين نعرض واقعًا مغايرًا لا يطابق الواقع المريض الذي نعيشه. أما الحالة الثانية، فهي أن يكون حجم الحدث، فعلًا، قد أرغمنا على تناول المكتوب بتقديرٍ يهمّش الانشغال بالتفاصيل مهما كانت سيئة وبالنقد مهما كان جديًا. أما في حالة كتاب "غزّة: كُن انسانًا" فأنا أعترف أن مزيج الحالتين المذكورتين سيجعل المهمة أصعب بكثير.
لا يمكن لأي من الكتب، ولا سيما كتاب مذكرات فيتّوريو آريغوني في الحرب على غزة عام 2009 "غزة: كن إنسانًا"، أن يُفصل عن المؤلف بالنقاش والنقد والتحليل، خاصةً وأن شخصية الكاتب تترك أثرًا خاصًا في مثل هذا الكتاب لارتباطها الوثيق بكل الشخصيات ووجودها في المركز الأحداث المذكورة.
تأثير شخصية آريغوني على هذا الكتاب هو تأثير استثنائي لأسباب عدة، أولها أننا في القراءة ما بعد اغتيال آريغوني، نستطيع أن نميز بوضوح شخصية محورية مختبئة وسط قصص غزة، إلا أنها دون أن ننتبه، هي الأكثر بناءً والأكثر أهمية في كل ما يدور. وحين يصبح المؤلف جزءًا من النص، لا بد أن يعرض حالة استثنائية تبرر وجوده، وحالة آريغوني، استثنائية بالفعل.
يصعب جدًا تمييز آريغوني عن أي من سكان غزة. ها نحن نقرأ ونقرأ، ونفشل، ولو للحظة واحدة، أن نلمس حالة اغتراب، ولو واحدة، بين الكاتب والمكان الذي يكتب عنه. هذا التمسك القوي بالـ"نحن" والتحدث باسم الناس كمن يتحدث باسم نفسه، وقطع العلاقة التامة - والذي يتعدى الاغتراب- مع الهوية الشخصية البسيطة كشخص إيطالي ومتطوع كان يمكنه ألا يكون في هذا المكان، هذا كله ليس شأنًا طبيعيًا. يبدو آريغوني وكأنه يتحدث عن نفسه في هذا المكان كجزء من الصورة منذ ولادتها، فلا يعتبر نفسه ضيفًا ولا إضافةً على الصورة القائمة، إنما كائنًا من مكوناتها الطبيعية. والاجمل، أننا نلمس هذا الانسجام التام بالواقع الفلسطيني في غزة بعيدًا عن أي ابتذال، وبعيدًا عمّا تعودنا عليه من رغبة الاشتراك بالمصيبة عبر إعطاء قيمة لأحداث عديمة المعنى لمجرد ارتباطها بضحية المصيبة. آريغوني يقدم لنا ارتباطًا صادقًا بالمصيبة، يعترف هو ذاته ببساطته، فعلاقة شراء السجائر أو علاقة الـ"سلامات" للشهداء الأًطفال والعلاقة بمعجون الأسنان والتبغ خلال المجزرة، تملك معنى آخر. معنى يحافظ على صدقٍ إنساني، يضعه في التفاصيل الإنسانية المرهفة لصور الفاجعة، تفاصيل المجزرة، ووجوه الشهداء في مستشفى العودة ومستشفى كمال عدوان، ثم يرميه في الفقرة ذاتها إلى تحليل سياسي ينم عن معرفة سياسية تبدأ بمقارنة استعمال الأسلحة المحظورة بين حرب بيروت ومجزرة غزة وتنتهي بنقاش ما يُكتب في "هآرتس" و "الغارديان" مرورًا بأوباما يلعب الغولف أول أيام المجزرة. ثم ليعود آريغوني إلى التفاصيل الصغيرة ليقدم أسلوبًا صحافيًا تقريريًا غاية في المهنية، وهكذا، من بداية الكتاب حتى آخره.
تتضح في كتاب آريغوني بوصلةً سياسية واضحة، نلمس في التحليل وفي تفاصيل المذكرات وضوحًا خارقًا في الرؤية وانسجامًا تامًا بالرغم من كل التناقضات الكامنة في علاقة فيتّوريو اليساري، ابن العائلة الشيوعية، بالحالة الغزيّة التي تهيمن على مشهدها السياسي حركة مقاومة إسلامية. كما يتمكن الكاتب من عرض الانسجام التام بين المقاومة والناس، مبرزًا الحق في المقاومة ومبرزًا وحشية العملية الإسرائيلية دون أن يقع (في معظم الأحيان) في مطب المدنيين ومطب الأوضاع الإنسانية في غزة، فلا ينسى ما ينساه الكثيرون منّا؛ أن قضية غزة هي قضية تحرر، وليست قضية أوضاع معيشية صعبة في ظل الحصار. كما يلمس قضية الوحدة الوطنية بين فتح وحماس دون أن يتعمق فيها، إنما يشير إلى وعيه التام لها.
يتمسك آريغوني في كتابه بالشعار: "كُن إنسانًا"، إنه توقيعه في كل يوم مذكرات. ويردف آريغوني الشعار في أحد الفصول بالشرح، فيربط "أن تكون إنسانًا" بالانتماء إلى "الوطن الأصلي" و "التعبير عن الهوية والحق في السيادة". إن هذا الشعار يقدم نموذجًا لا يبالغ في بطولة الفلسطيني ولا يحوّله إلى كائن لا يعرف غير القتال والسياسة، وفي الوقت ذاته لا يحوّله إلى ضحية ضعيفة ذليلة تتوسل اعتبارها جزءًا من الإنسانية.  بل نموذج إنسان ينتزع إنسانيته بأظافره، فتولد صورة تدمج بين البطولة الفلسطينية في الحرب على غزة، وبين التفاصيل الإنسانية الجميلة بضعفها وانكسارها وتمردها ودموعها وانهيارها وغضبها. نلمس تفاصيل صغيرة مثل ممارسة الجنس تحت القصف، وبالوقت نفسه نلمس وصفًا ملحميًا عظيمًا مثل القول بأن ساحات غزة تتفوق في "جحيميتها" حتى على كوميديا دانتي الإلهية.  
وضع كتاب "غزّة: كن إنسانًا" باللغة الإيطالية في العام 2009، ثم صدرت الترجمة الإنجليزية في العام 2010 بتقديم المفكر إيلان بابي تحت عنوان "Gaza: Stay Human" عن دار "Kube" للنشر. يقع الكتاب في 130 صفحة من القطع المتوسط.


اقتباسات من كتاب "غزّة: كن إنسانًا"

*صحافيون كُثر يسألونني في المقابلات عن أوضاع الفلسطينيين الإنسانية في غزة، وكأن المشكلة هي مشكلة أكل وماء وكهرباء ونقص بالوقود، بدلًا من أن يهتموا بالسؤال الحقيقي: من الذي يسبب كل هذا عبر إغلاقه الحدود وتفجير أنابيب المياه ومحطات الكهرباء؟


*كنّا نرى جثث الحيوانات والبشر يختلط دمها في جدولٍ يسيل على طريق الإسفلت
*لدي كاميرا لتصوير الفيديو، لكني اليوم اكتشفت كم انني مصور سيء، لا أستطيع أن اجعل نفسي أصور الجثث المهشمة ولا الوجوه الباكية. أنا لا استطيع، لأني سرعان ما أبدا بالبكاء.

*ولكن عندما يبدأ هطول القذائف من السماء عن ارتفاع 10 آلاف مترًا، يمكنك ان تتأكد أنها لن تميّز بين علم فتح وعلم حماس المعلق على شباك بيتك.

*انفجرت القذيفة هناك، وأبو محمد، الممرض، أصيب بإصابة بالغة في رأسه. فقط قبل دقائق أمام المقهى كنت أستمع إلى القصص البطولية عن أبطال أبو محمد، قادة الجبهة الشعبية: جورج حبش، أبو علي مصطفى، أحمد سعدات. أذكر أن عينيه التمعت حين قلت له أني بدأت أفهم حجم الكارثة بالنسبة للقضية الفلسطينية عبر والدي الشيوعيين بالوراثة. سألني من هو الثائر والقائد الحقيقي لليسار الإيطالي، أجبت: "انطونيو غرامتشي".

*دانتي اليغييري لن يمكنه أبدًا أن يتخيّل دوائر بـ"جحيمية" الأقسام الملعونة في مستشفيات جباليا. قوانين العدالة الإلهية تنقلب على رؤوسهم: كلما كانت الضحية اكثر براءةً، قلت احتمالات نجاتها من الاستشهاد تحت القصف.

*في عيون إياد، أرى القنابل الأمريكية، لكنها أيضًا تحمل طوابع حسني مبارك، الدكتاتور المصري

*"إنها ليلة السبت، الأزواج الشابة في تل ابيب تخرج وتلهو في النوادي الليلية والشواطئ. في هذا الوقت، هنا، نحن لا نستطيع حتى ان نمارس الحب في فراشنا..."

*في غزة، فقط الأموات هم من رأوا نهاية الحرب.         

الجمعة، 8 أبريل 2011

جوليانو: المونودراما الأخيرة/ مجد كيّال





|مجد كيّال|

شمس الظهيرة لا تخترق قاعة المسرح أبدًا. في التحضير لمراسيم الجنازة، نستعجل للمساعدة في أداء أيّ عملٍ، مهما كان تافهًا؛ إنه العجز. فنحن نكفّر عن ذنبنا من المصيبة الكبرى بتحضير القهوة المُرّة؛ إنه العجز.
يشترك الممثل والمخرج والتقني والكاتب في التحضيرات، يهمّون بتنظيف خشبة المسرح بالطلاء الأسود، ثم ينضمّ إليهم المشاهد، أنا، فتجتمع أركان المسرح على خيبتها. أضغَط الفرشاة المستديرة على طرف الخشبة الأيمن، وأمشي معها نحو الطرف الأيسر، يمسح اللون الأسود أشياءً كثيرة. يمسح اللون الأسود الخشبة، والخشبة أشياء كثيرة:
كم مسمارًا لتثبيت الديكور أمسح بالأسود؟
كم جرحًا في الخشب من ضربة سكين أو كسر جرةٍ أمسح بالأسود؟
كم حذاء جندي وطبيب وكعب زانية وكفة قدم أرملة أمسح بالأسود؟
كم قصة ولدت وانتهت لتحكي أحلام الممنوعين من الكلام أمسح في ضربة الفرشاة السوداء الواحدة؟
كم كذبة طعنت الناس بالحقيقة أمسح في ضربة الفرشاة السوداء؟
كم وهمًا ثائرًا في وجه الحقيقة الخانعة أمسح في ضربة سوداء؟
كم مسرحًا مَسَحَت هذه الضربة؟
الآن، صار المسرح جديدًا، مسحنا عنه كلّ شيءٍ، صار أسودَ خالصًا، مطلقا. صار المسرح الآن، جديدًا، وينتظر أمرًا جديدًا، مغايرًا، ينتظر تابوت الفقيد، وأشياء أخرى كثيرة. هذا الموت، فتح صفحة جديدة.
“انتهينا من الإضاءة، بقي أن نحضر الورد الذي سيحيط النعش، ثم نخبر الشباب المنظمين أين مكان كلّ واحد منهم. لا نريد أية فوضى في القاعة. يدخل الناس، يودّعونه، إما أن يجلسوا في القاعة أو يخرجوا من الباب الآخر. هكذا نكون مستعدّين ليوم الغد”- قال الممثل.
إنه درس المخيم: أن تصنع المسرح بكامل حذافيره، مهنيته، احترافه، في الوقت الذي يطرق فيه الموت باب بيتك، فتقول له: “انتظر حتى ننتهي من المراجعات.”
أقف عند الباب الجانبي للقاعة، لأدلّ المودّعين على طريق الخروج من القاعة. معظمهم يبقى جالسًا في القاعة بعد إلقاء نظرة الوداع، صامتًا، مكسورًا. طريق الخروج الجانبي هو ذاته الطريق العامّ المؤدّي من محطة الميترو إلى مبنى المجمع الذي فيه المسرح.
من أول الطريق تسمع صوت العجوز الأشكنازية تجرّ قدمها وراءها وتلهث عاليًا. عندما وصلت منتصف الطريق، عند باب المسرح الجانبي،  وقفت لتستريح، وتلقي نظرة إلى ما يجري في قاعة المسرح: خشبة غير مُضاءة، وسطها تابوت واحد مضاء من زواياه الأربع، مقابل كل زاوية يقف ممثل جامعًا أصابعه العشر مطأطئًا رأسه وعليه يُسلط ضوء واحد، في الديكور صورة عملاقة لرجلٍ يبدو أنه عارض محترف، أما الموسيقى فكلاسيكية خافتة. الجمهور يجلس صامتًا، متأثرًا بالأحداث والحبكة. يتعاطف كاملًا مع البطل.
“المسرح.. المسرح.. آه على أيام المسرح وبرلين.. برلين برلين.. البارات، مارلين ديتريش، حفلات الجنس، الرحلة اليومية عبر شارع شتراسة والمسرح.. المسرح المسرح.. كان مسرحنا هو الأجمل…”- فكّرت العجوز في نفسها.
تتذكر العجوز، ثم تصفعها ذكريات معسكر “تريبلينكا” والحضيض المُرّ الذي تعيشه منذ وصلت حيفا. تنظر العجوز إلى المسرحية؛ هي لا تعرف أنّ بطل المسرحية مثلها، قبل أن يدخل إلى دوره في التابوت بسنوات، وبعد أن هربت هي من ألمانيا بسنوات، كان قد وضع على صدره شارة النازية الصفراء، في المظاهرة الاحتجاجية ضد مجزرة مخيم جنين.
تنظر العجوز طويلًا وتنتقل بين المشهد الذي أمامها وذكريات برلين: لا يمكن لهؤلاء العرب أن يكونوا بهذا الإتقان، لا يمكن لهؤلاء الرعاع أن يكونوا مسرحيين بهذا الشكل. ثم سألتني بصوت خافت: “هل هذا حقيقي؟”
“هل هذا حقيقي؟” يا للسّؤال وإمكانياته. هل حقيقيّ أنّ المسرح يمكنه أن يكون محبوكًا، مُحكمًا مثيرًا إلى هذا الحدّ؟
وهل يمكن أن تكون الحقيقة درامية إلى هذا الحدّ؟ هل حقيقيّ أنّ الأمور بوسعها أن تختلط إلى هذا الحدّ من الجنون؟ أن يصبح الممثل والمخرج هو الحدث والحدث يصبح ساكنًا والحركة تصير جمهورًا. هل حقيقيّ أنّ هذا الرجل، بعظمته على الخشبة وبساطته في زاوية البار، غابَ؟
قصة ولادته، ثم لماذا تجنّد للاحتلال، ثم كيف عاد إلى صف القضية، ثم ما أنجز، ثم انقلابه، ثم ما دار في المخيم، ثم عودته للمخيم بعد المجزرة، ثم عودته للمخيم ليبني المسرح، ثم ما اجترحه هو، بالناس للناس عبر المسرح، من معجزات. لا يمكن لأيّ كاتبٍ أو مخرجٍ أن يخلقها. هذه القصة، لا يستطيع أيٌ من الكتبة أن يرتقي إلى حدّها. مثل هذه المسرحية، لا يمكن أن ينجزها أيّ واحدٍ منّا- إلا جوليانو. هذه المسرحية أنجزها واحد منّا، هو جوليانو.
نسأل عن القاتل، إنما دون علاقة للانتقام، دون علاقة برغبة تصعيد. التصعيد المنتقم لا علاقة له بهوية القاتل ودوافعه، إنما بضرورة استمرار الرسالة. فالانتقام الآن انتقام ممن يخلق فنًا لا يصفع الضمير. الانتقام من مسرح لا يعرّي الناس ويخنقهم حتى يستفرغون ما فيهم من قرف. الانتقام من أدب لا يدوس وجه الواقع.
لقد مسح جوليانو المسرحَ بالأسود، مسحَ عن المسرح خطايا الماضي. فتح له صفحةً جديدة لا قيمة فيها إلا للفنّ الذي يرهن له المؤلف دمه. فإن لم يوجّه قتلة الأجساد والأنفس نيرانهم صوبنا، يبدو أننا لم نزعجهم بعد.
لقد مسح جوليانو المسرح بالأسود، مسح عن المسرح خطايا الماضي. فتح له صفحةً جديدة فيها الحقيقة ذاتها قمة في الدراما، ولا قيمة لنا إن لم نستطع تكثيف الحقيقة، والتفوّق عليها، بالدراما.
لقد مسح جوليانو المسرح بالأسود، مسح عن المسرح خطايا الماضي. صفحة جديدة فيها الوقوف في هذا التحدّي، شرط أن يُشفع لنا، والتكفير عن المصيبة الكبرى بأكثر من قهوة مرّة، فنحن لسنا عاجزين.
“تويست” قال الكاتب حين علّمنا كيف تُصنع الدراما. “نحتاج هنا إلى تويست”- قال. نحتاج حدثًا غير متوقع يقلب الأحداث رأسًا على عقب؛ أن يُقتل جوليانو بأيدٍ فلسطينية. هنيئًا لمدارس المسرح بهذا الـ “تويست” المُطلق.
عندما نزل عن خشبة المسرح، صفّق الجمهور تصفيقًا حارًا.
(حيفا)