القول الفصل

القول الفصل

الأحد، 24 يوليو 2011

كل ما في الأمر تدوينةٌ هاربة...

مجد كيّال




كل ما في الأمر، أني أخشى ميعاد الموت قبل أن أبلغ أحلامًا أعرف أنني أستطيع بلوغها. أي، قبل أن أبلغ الأحلام كلها.

كل ما في الأمر أني قلق، من احتمال عجزي عن الموازنة بين شعلة الحقيقة والعيون التي اعتادت الحلكة؛ حقيقة أننا لا نعجز.

كل ما في الأمر أني قلق من نسيان القصص كلها، الجميلة والحزينة. وأن أقول: " كانت تلك أجملهم" و "كانت هذه أعنفهم" فما هذا الفصل إلا إعلان حدود القصص. أما القصص، فليس لها حدود. قصصنا لا نهائية.

كل ما في الأمر، أني أخشى نسيان اللانهاية.

كل ما في الأمر أني أخشى احتمال الوقوع في الخطيئة الخطأ، ومن إفساد احتمال الخطيئة الصادقة.

كل ما في الأمر أني قلق من احتمال العودة الى ما كنت أكره: رائحة المؤامرات وقاعة المؤتمرات، الكذب دفاعًا عن الحق، احتواء الإنتهازيين، مداراة عُقد النقص... والمطالبة بالنضال لأجل ما لا يمكننا أن نحلم به وألا نحلم بما لا يمكن النضال لأجله. هكذا هربت يسبكني اليقين بأن صياغة الحلم بأثر رجعيّ للواقع هزيمة، وليس هنالك في الأحلام ما لا يمكن أن يصبح واقعًا... وأخشى أن أعود.

أخشى أن لا أعود.

أخشى فقدان المعنى.

أخشى تجويف العبارة.

أخشى الخوض في حقيقة، ليست حقيقة قدر ما هي هذيان السماوات العُلا ومنبع الــ"بنية الفوقية".

أخشى تبذير ما صرفه أنجلس.

أخشى الرهان على الأحياء الذين ساروا إلى حتفهم على رصيف الأزمنة وتاهوا عن خنادق الخلود.

أخشى ألا يُقلب العالم، وإن قَلَبنا الخرائط رأسًا على عقب.

أخشى ألا أتعلم الرقص أبدًا.

أخشى أن يعود دوار البحر إلى قاموسي، أو يعود المستحيل.

وأخشى أن أنظر إليها..وأندم أنها لن تحمل مني من يقرأ السطر الذي أكتبه الآن، بعد عشرين عامًا  لتحمرّ وجنتاه خجلًا أو يمنع نفسه من مناجاة أوديبوس..أو يتمتم: "إني أكتب أفضل من أبي". أخشى الندم حين أنظر إليها...وأنتشي بالندم..حين يفوت الأوان.

أخشى أن يكون كل هؤلاء الذين نقرأهم ونمجّدهم، قد وقعوا أيضًا في قعر البراجماتية الرثّة، وأن يكون ما يؤمنون به فعلًا، غير مدوّن ولم يصلنا إلا ما هو أضيق من حلقة المشنقة.

أخشى العبور عن المقهى دون أن أجد من ألقي عليه سلام.

أخشى الإمتنان.

أخشى الصداقات الطويلة والمرور المرّ حول الذكريات في كل لقاء من جديد: "آه على الزمن الجميل". أخشى تلخيص الصداقات القصيرة.


كل ما في الأمر أني أخشى أن أكون الان قد فقدت السيطرة على تدوينة كان يجب ألا تُنشر.


هناك 7 تعليقات:

  1. كنت بحاجة لقراءة هاي التدوينة مرتين عشان أغدر أبلور أفكاري حول حكي اللي ببين عميق, بس بالحقيقة هوي أكتر من هيك.
    موهبتك إنك تلخص وجودنا; بمشاعرنا, بأفكارنا, بطموحنا, بمخاوفنا, برغباتنا, باللي بنفرض علينا وبفراغنا - عظيمة ومهمة.

    ردحذف
  2. أخشى الا أعرفك يوما عن قرب، وأخشى كذلك أن اعرفك.

    ردحذف
  3. إنت شبه الجبنه المعفنه بالزبط. وهيك انسب اشي لإلك: إنه أي حدا يخشى ما يعرفكاش أو يخشى يعرفك بنفس الوقت.

    زي ما رح تقول لأي حدا بيهمّك بشي لحظة اخلاقيه: مش رح تعرف طعم الجبنة المعفنه اذا اعتمدت عالأفكار المسبقه.
    المعنى:
    http://youtu.be/2AzpHvLWFUM

    ردحذف
  4. بعدين، الأبيض على الأسود عمانا يا زلمة، شو مع إنه تغيّر؟

    ردحذف
  5. Eltadweena kamel el awsaf :)

    ردحذف
  6. وأخشى أن أنظر إليها..وأندم أنها لن تحمل مني מעניין אותי יעני נמת מעהא ?וילא האי סתם ג"ומלה לאנו לאזם לאזם חייב מג"ד יחוטלו אשי סקס בס וחיאתק רודלי תגובה

    ردحذف