القول الفصل

القول الفصل

الأحد، 6 أكتوبر 2013

إخلاء



حبيبتي نور، 

أكتب لكِ اليوم رغم أني انقطعت عن الكتابة لفترة طويلة، ورغم أنك لا ترسلين لي أبدًا، أو هكذا على الأقل كنت أظن.

أكتب لك يا حبيبتي رغبةً مني في أن أشير إلى محادثةٍ دارت بيننا في أوّل لقاء لنا، في بداية علاقتنا حين كنت أحبك. وأنا لا زلت أحبكِ، أرجوك لا تفهميني بشكلٍ خاطئ ولا تُغيّري الموضوع. يومها، قُلتِ لي أن والدك المحترم اشترى لكِ بيتًا حين تخرّجتِ من المدرسة، وأن مدير عقاراتكم يهتم بالبيت أما أنت فلا تعرفين عنه غير أن مبلغًا وقدره يدخل إلى حسابك شهريًا من إيجاره. 

أكتب لكِ يا نور لأعلمك أني اكتشفت بالأمس فقط، وبعد سنتين من حُبنا الحلو هذا، بعد أن عشنا أجمل أيّام حياتنا، على حدّ قولك، وبعد أن زُرتني ونمت في سرير بدل المرّة مئة مرّة، وأنت تقولين لوالدك المحترم بأنك تباتين عند كرستينة، أكتب لكِ يا نور لأعلمك أن اكتشفت بالأمس فقط أن البيت الذي استأجره منذ سنتين، إنما هو بيتك. 

الأنكى من ذلك أني عرفت ذلك بعد أن وصلتني رسالة رسميّة بالعبريّة تطالبني بإخلاء البيت في فترة أقصاها خمسة عشر يومًا، وكانت الرسالة موقعة بإسم صاحبة العقار، أي، أنتِ يا حبيبتي. وأنا الذي كنت أظن، أنك لا ترسلين لي أبدًا.

الأنكى من ذلك يا حبيبتي أني لم أشعر في الشهور الثلاثة الأخيرة التي لم أدفع بها الإيجار، أن شيئًا في حياتك قد تغيّر أو نقص أو ساء.

لكن لا بأس.. لا بأس، المهم الآن، بقي لدينا أسبوعين فقط في بيتنا، وعلينا أن نستغل كل لحظة، لكن علاوةً على هذا كلّه، فلن أُحضر الواقيات المطّاطيّة على حسابي بعد الآن. دبّري حالك.

أحبك كثيرًا، وأنتظر منك رسالة أو مكالمة

مسعود

هناك تعليق واحد: