القول الفصل

القول الفصل

السبت، 25 فبراير 2012

ما بعد انتصار خضر عدنان..

// التحوّلات التي يمر بها نضال الحركة الأسيرة يمكن أن تتطور لتغيّر المشهد كليّا...


من المظاهرة أمام المحكمة في القدس


|مجد كيّال|



تزامنًا مع مرحلة الحسم من معركة خضر عدنان، أعلنت قبل أسبوع الأسيرة هناء الشبلي -التي تحررت في صفقة التبادل الأخيرة- إضرابها عن الطعام بعد أن صدر قرارًا إداريا بسجنها لستة أشهر! يفرض علينا انتصار الشيخ خضر عدنان، وما أنتج من تحوّلات، سياقًا جديدًا لقراءة هذا الخبر، وسياق القراءة الجديد إنما هو نافذة جديدة تُفتح لصياغة جديدة ممكنة لنضال الحركة الأسيرة.

يأتي إضراب الأسيرة هناء الشبلي متزامنًا أيضًا مع إعلان أسرى الأحكام الإدارية قرار مقاطعة المحاكم العسكرية الإسرائيلية، وهو قرار ناتج عن انتصار خضر عدنان، حيث لم تكن ظروف الاعتقال مطلب الإضراب، بل معركةً مبدئية على حريّة الفرد المُضرب، ما أدى إلى رجوع الحركة الأسيرة إلى أهمية  نزع الشرعية عن الاعتقالات وكشف حقيقتها المتمثلة بكون الأسرى الفلسطينيين هم أسرى حرب.

الحركة الأسيرة بصدد رفع مستوى تسييس نضالها، وقد يكون هذا نتيجة مباشرة لخيبة الإضراب عن الطعام الأخير في السجون، الذي تزامن مع خروج جزء من قيادات الحركة الأسيرة في صفقة التبادل، وفي الوقت ذاته إبقاء الاحتلال على عزل القيادات الثوريّة عن باقي الأسرى. انحسار قوة الحركة الأسيرة نتيجة لهذه العوامل أفسح المجال أمام مبادرة فرديّة من قياديٍّ صلب أعلن إضرابه وحيدًا. والحق، أن فردانية إضراب خضر (من بعد صموده الأسطوري طبعًا) زادت من إمكانية تفاعل حركة التضامن ضمن مشهدٍ إعلامي عصري تتفوق فيه قصة الفرد على قصة الجموع.. سبقتنا هناء الشبلي في تعلّم هذا الدرس.  

هذه التحوّلات التي يمر بها نضال الحركة الأسيرة يمكن أن تتطور لتغيّر المشهد كليّا، لكن ما نحتاجه هو الفهم المشترك لتطلعات النضال وتوضيح مراحله بين ثلاثة أطراف؛ الأول، الحركة الأسيرة- إذا ما واصلت مبدأ نزع الشرعية عن المحاكم. الثاني، حركة التضامن- إذا ما واصلت ربط قضية الأسرى بمناهضة الصهيونية والسير وراء قرارات الحركة الأسيرة. الثالث، المؤسسات المعنية بالأسرى- الوزارة والجمعيات ومحاميي الدفاع الذين أتى الوقت أن يذوتوا طبيعة مهمتهم في الدفاع عن أصحاب قضية يحملون دمهم على كفهم، وليس التخلص من عبئ أسرى يطالبون بتحسين ظروفهم. 







هناك تعليق واحد:

  1. رفيق مجد يعطيك العافيه مقال رائع .. بالاضافه الى ما ذكرته يتطلب ذلك تفاعلا وتضامنا اكبر مع الاسرى حتى نشد من ازرهم في مواجهة السجان الصهيوتي , سلمت يداك قدما والى الامام وانها لثوره حتى النصر .... ورد ياسين

    ردحذف