القول الفصل

القول الفصل

الخميس، 5 سبتمبر 2013

موت بدوي في حرب ليس له



بورتريه ذاتي في مواجهة الموت - بابلو بيكاسو


لم يسأل الرجل كيف تُجبل القصص
لم يسأل الجرفٌ ذاك الرجل عن هويّته
سال وهاج وشُجّت دولة
وروى العطشَ رجلٌ قصّة

يجبل الجرفُ الإسمنت بالمأساة
بالأخبار بالقتلى بذاكرة المدينة.

يجبل الجرف الطين بالمأساة
بالأعمار بالقتلى بصاعين من الأحزان.

الجرف سفّاح القرى
الجرف إرهاب المدائن
الجرفُ جرّارُ الهوائل في الرسائل الملكوت

أو أنه نبع ذبَل؟
أو أنه  نهرٌ أمام السدّ؟ 
أو أنه شُربة ماءٍ يختنق فيها 
رجل صحراوي جاف:

وانقطعت ريحٌ طيّارة
والرئة تعبّت مستنقع

"جرفٌ جرفٌ" غنّى الأطفال
رقصوا حول القبر البدويّ


"جرفٌ جرفٌ" يروي الدجّال
حكواتي قرن الحوسبة


"نفسٌ نفسٌ" قال الجرفُ
يسبح أطفالُ المجزرة
يفرح موتٌ
يفرح ميّت
يفرح قاتل

هذا نزيفٌ داخل رأسٍ
سال وسال وسال الجرفُ
واعتمدت جهةُ التحقيق
شاهدَ أصل أبيه غيمة
وهكذا  دُفنَ بالأرقام الرجلُ

جرفًا قد كبر الأطفال
جرفًا رفعوا سقف البيت
جرفًا حفروا وجدوا بئرًا
جرَفوا لاقوا جثة زلال

شربوا اقتربوا 
رفعوا الرأس
شكروا الغيمة 

جرفٌ جفّ
جرفٌ زال
كبروا ظلّوا
شربوا اقتربوا
رفعوا الرأس
شكروا الغيمة

جرفٌ داخل رأسٍ سال

هناك تعليق واحد:

  1. هذا التعليق سيعيدك إلى هُنا. بالطبع ليس لأن كبسة الرسائل القديمة أوصلتني إلى هنا اليوم. كان بإمكاني أن أكتبه في أي مكان وليس هُنا. أنت تعرف ذلك !
    أعرف أنك لا تحب أن يقول لكَ أحدهم ما كتبته جميل يا مجد او كل ما تكتب جميل، أعرف أن ذلك كله لا يهمك، بالطبع ليس لأنك متكبر لا لا انت لست كذلك، انت فقط لا تحب أن
    تسمع ذلك.
    لكنني قررت اليوم بوح السر: أنا أدخل يومياً إلى هنا لأقرأ ما كتبت ولإعرف إن كنت قد كتبت شيئاً جديداً. لماذا؟ لا أعرف لا تسألني.
    هل ما زلت تجلس هُناك؟ في الـDUNK؟ لا تخف لا استطيع القدوم حالياً، بصراحه لا أحب القدوم حالياً ليس القصد أن الدنيا نهار لا لا... وأن السهرة يجب أن تكون في الليل لم أعد أحب ذلك الشارع كله! لكن أنت لا تسطيع الخروج منه! وهو أيضاً أي الشارع لا يستطع الخروج مني! ولهذا ربما آتي كل يوم إلى هُنا كي أقرأ كيف صار الشارع! هكذا فقط قد استطيع إخراجه مني!

    ردحذف