القول الفصل

القول الفصل

الثلاثاء، 15 مايو 2012

حرٌ بأفكاره...


* نصٌّ نُشر ضمن معرض "أشرعة الحريّة" الذي نظمته مجلة "فلسطين الشباب" في جامعات الضفة الغربية. إلا أن المعرض، للأسف، لم يصل إلى داخل الخط الأخضر. 


"أشرعة الحريّة" في جامعة بير زيت. عن صفحة "فلسطين الشباب"



نعم، لم تشأ أن تفعل ذلك، لكنك حتى لو أردت؛ لن تستطيع.
·        

الحريّة أن تفعل ما تمليه عليك إرادتك، حواجزٌ أمامك: جسدٌ هشٌّ أو طقس ماطر، شحّ تمويلك أو سجن القناطر.

لكن الطريق الأسهل، هي ببساطة أن تفقد رغبتك، أن لا تُريد: هل "حريّة الإرادة" حريّة ولادتها أم حريّتها في أن تُنجب الأفعال؟
    ·  
في المصانع ذات الإشعاعات الخطيرة، لن تملك الوقت لتفاضل بين "ماتيس" و"بيكاسو". في صفوف مدرسةٍ دون سقف (إن جهاز التعليم المتطور يتيح لنا صفوف كَشِف!) لن تتمكن من أن تمتاز بالغباء الذي سيؤرخه التاريخ بعد أن تسقط على رأسك تفّاحة، هنالك بلاد لا تمتاز بالتفاح بل بالزيتون، والزيتون، كما تعلمون، لا يسقط حبةً حبّة على رأس شابٍ متوحدٍ، أي على رأس الفرد، بل يمطر على رؤوس أبناء الحمولة كلها!
ولكن، من جهةٍ أخرى، في الأحياء التي يُقتل فيها الفتيان خطئًا في حروب العصابات، لا يسع الفتيات إلا أن ينتظرن أميرًا على فرسٍ بيضاء. في الأحياء التي يُقتل فيها الفتيات على خلفية انتظارهن، يعرفن بأنه إن كان لا بد من إغواءٍ فليكن سريعًا جنسيًا وعاصفًا لعلهن يلحقن نشوة واحدة قبل موعد رصاصة ابن العم...
ما أتعس حظ المرأة العربيّة: لا يكفي أنها تُقتل لأنها مارست الجنس، بل أنها أيضا ستكون، على الأغلب، قد مارسته مع شرقيٍّ متوحّش آخر وصل نشوته ولم يعرها اهتمامًا. 
·        
هنالك ما لا نفعله لأننا غير قادرين على أن نريده أصلاً، وهناك ما نريده لأننا غير قادرين على فعله أصلاً. فليُنه الفلاسفة نقاشات العبث؛ الحريّة كائنٌ لا يعيش إلا في فكرته نفسه، الحريّة كائنٌ يبدأ وينتهي في التفكير به والكتابة عنه، أن تكون حرًا يعني أن تفكر بالحريّة، أن تكتبها؛ حتى لو قيّدك المحرر بخمس مائة كلمة.
·        

الفصل 31: كيف وصل كنديد[1] إلى غزّة وطخ حاله.




[1]  كنديد: رواية من ثلاثين فصلاً لفولتير، كنديد عنوانها واسم بطلها. 

هناك 3 تعليقات:

  1. اريد توضيح القضايا التي رمزت عليهاا هذه المقالة؟؟

    ردحذف
  2. التي ركزت؟؟

    ردحذف
  3. اريد توضيح القضايا التي رمزت عليهاا هذه المقالة؟؟

    ردحذف