من تجهيزات ديفينشي للعشاء الأخير |
عزيزي ويليام،
مقعدك محفوظ على طاولة العشاء، تعال، نحن ننتظرك.. أظن أن صفاء بحاجةٍ إلى رؤيتك، أعتقد أنها غير سعيدة في الأيّام الأخيرة، كما أعتقد أنك تظلمنا في غيابك هذا. أقدّر حجم حقدك، لكنك تعرف أن شيئا مما حدث لم يكن بدافعٍ من خباثة أو نقمة أو حتى إرادةٍ حرّة، لقد جرت الأمور.. وكفى.
هل ستعاقبنا مدى الحياة على فعلٍ لم نرتكبه بإرادتنا؟ ألا يمكنك أن تقدّر عفويتنا لمرةٍ واحدة؟ ألا يمكنك أن تسامح على أخطاء أرتُكبت دون أسبابٍ أو نوايا أو تربّص؟ لقد سامحتنا على أمورٍ أكثر تعقيدًا وبغضًا، وسامحناك على أمورٍ كثيرة سخيفة. ألا تستطيع لمرةٍ واحدة أن تفصل أحكامك الأخلاقية القاطعة، عن لحظة اتخاذها؟ تلك اللحظة الذاتية بامتياز؟ غير العادلة، غير الموضوعيّة؟
لا نريدك أن تعود لنرجع على ما كنّا عليه للأبد، عُد فقط لتُعطنا فرصةً لنخطأ بحقك لسببٍ يستحق، وبتخطيط ونيّة تستحق، كل هذا العذاب. عُد لأجلنا، لأجل صفاء، لأجل نفسك، لتكون على الأقل قد ارتكبت ردة الفعل المتطرفة هذه، على أساسٍ مبدئي.
نحن لا نستحقّ أن تموت الآن، صفاء تحبّك، ونحن أيضًا.
عُد، ألم تقل لنا في السابق أن أكثر ما تخشاه هو أن تموت برصاصة طائشة أو متزحلقًا في البانيو؟ هل تراجعت عن ذلك؟ أم أن حاجتك في تلك اللحظة لعناقٍ طويل دافئ، أثناء انشغالنا بإعداد طعام العشاء، كانت أقوى من أي مبدأ تعيش من أجله؟
عُد يا ويليام، قبل أن يبرد العشاء.
العشاء الأخير- ريان سيسلو |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق