في تلك الساعة، بعد عصر يوم الأحد، دخل غرفة أمّي (تلك المرأة التي تنام خطوةً بعد الغروب) فأر صغير، أعتقدته هي جرذًا، أو خنزيرًا برّي أو تشاك نوريس، أو ربما هولاكو جديد؛ يراقصها على موسيقى شوبارت... وخافت كثيرًا-أو- أخافها كثيرًا.
لكنه كان فأرًا صغيرًا عظم ظلّه أمام مصباح قراءة يضيء لكي تقرأ (أمي) قصيدة سخيفة عن الطمأنينة.
الآن؛ في هذه الساعة المتأخرة (خطوةً قبل الفجر) أدخل إلى غرفةٍ هربت منها أمي؛ وأقتل الفأر الصغير:
أقطع رأسه، ثم ألوّح بذيله وأرميه إلى الأعلى لتفرمه مروحة في السقف (لا تراها أمي) تدور لكي تحرسها من الناموس، أو الفئران، أو الجرذان، أو الخنازير البريّة، أو تشاك نوريس، أو ربما هولاكو جديد براقصها على صمتٍ: لا ترى أمي أي مروحة- كانت تعتقد أن الشباك مفتوح والنسيم يزورها...
(كانت الفئران تحاصر المدينة والهواء لا يدخل إلا بتصريحٍ حكوميّ خاص)
(كانت الفئران تحاصر المدينة والهواء لا يدخل إلا بتصريحٍ حكوميّ خاص)
سأقتل الفأر يا أمي، سأقتل الفأر دون أن تدري بذلك، ثم أقول لكِ أنني أخرجته إلى مكانٍ بعيد أخضر العشب، وتركت له قطعًا من الجبنة الصفراء هناك، ليأكل ويلعب وينجب فئران صغيرة...
ستولد، يا أمّي، بلا رأسٍ
ستولد، يا أمّي، بلا رأسٍ
سأقتل الفأر يا أمّي؛ ويملأ دمه جدران غرفتك كلها (دمٌ بنيّ قذر)... لكنك لن تلحظي أي شيء من هذا القبيل- لقد أطفأت المصباح يا أمي، لئلا تقرأي قصيدةً
سخيفةً
عن الطمأنينة
شو العلاقة بين رغبة القتل والحب ؟
ردحذفعبقري
ردحذفقتلت الفأر اللي ربّيته (او ربّاني) اسبوع بالغرفه عندي؟؟؟؟
ردحذفسر صغير، انا حطيته على العشب الاخضر، بس نسيت انه هناك غرفة إمك
فراس خوري: يسعد الله!
ردحذف