في البدء تلتحق جماعتك بالجامعة. ينظر الناس إليك بعين السؤال: "وماذا عنك؟ ما الذي تنتظره؟"
برهان كيّال الأخير...
الفرنسي بيير دي فيرميه، رحمه الله، أهم علماء الرياضيات في التاريخ، وعُرف فيرميه بعدد كبير من الإثباتات والاكتشافات التي غيّرت مجرى التاريخ والعلم. إنما أهم ما خلّد فيرميه هو "برهان فيرميه الأخير".
فقد أكتُشف بعد موت فيرميه أنه سجّل ملاحظات هامة جدًا على هامش كتاب الـ"أريثمتيكا" أثناء القراءة. إحدى الملاحظات التي تركها فيرميه على هامش الكتاب كانت: "Xn+Yn=Zn لكل n أكبر من 2 ، من المستحيل أن تكون صحيحة لأي من الأعداد الطبيعية... لقد وجدت برهانًا رائعًا لهذه المقولة، إلا أن هذه الهوامش لا تتسع لهذا البرهان..." إنها الجملة التي قلبت تاريخ الرياضيات رأسًا على عقب.
طوال 350 عاما، انتحر علماء، جُن بعضهم وبعضهم الآخر خسر حياته العلمية لأجل إثبات معادلة فيرميه، أعظم علماء الرياضيات في التاريخ أمثال غاوس وأويلير فشلوا بإثبات هذه المعادلة وإيجاد "برهان فيرميه الأخير" حتى العام 1995 حين نجح العالم أندريه ويلز بإيجاد برهان (150 صفحة) يعتمد على تقنيات الرياضيات من عهد فيثاغوروس حتى زماننا... جملة واحدة، شغلت العالم 350 عام دون أن يستطيع أحد أن يفكها.. وبالرغم من كل شيء استطاعت البشرية أن تتفوق على نفسها مرة أخرى.
في نهاية كتاب يروي قصة اكتشاف برهان فيرميه يقول الكاتب سايمون سينغ... "إذًا، على البشرية الآن أن تجد مشكلة رياضية جديدة تصل إلى عبقرية مشكلة فيرميه..."... وأنا أكشف لكم أعزائي المشكلة التي يمكنها أن تشغل البشرية ألف عام من الآن:
"... لقد وجدت صيغةً رائعة لإعادة بناء لجنة المتابعة العليا إلا أن هذه الصفحة أصغر من أن تتسع لهذه الصيغة..."
شرف المحاولة...
إن المجتمع الذي يقتل على خلفية شرف العائلة، هو ذاته المجتمع الذي يذبح الأحلام الكبيرة على المذبح. ذاته المجتمع الذي يحجب عنا السماء بسجاجيد نسجت لأجل السماء. ذاته المجتمع الذي يحجب عنّا الخلود باسم الباقي ويبعدنا عن العُلا باسم المُتعال.
إن المجتمع الذي يقتل على خلفية شرف العائلة، ذاته الذي يقتل على خلفية شرف المحاولة.
صاحب صنعة
شاهدت في الانترنت، فيديو نقلًا عن القناة الإسرائيلية الأولى يظهر فيه أحمد ألطيبي بنقاش حامي الوطيس مع عضو الكنيست الصهيوني أكونيس، وحين ظن كلاهما أن البث قد انتهى، تمازحا وتصافحا كممثلين أتمّا مقلبًا ناجحًا. قد يقال الكثير في هذا الموضوع، ومعظم الهجوم شرعي ومطلوب في مثل هذه الحالة، ولكن ما يقلق فعلًا هو ليس تصرّف ألطيبي بل تصرفنا نحن، الجمهور.
لقد تصوّر ألطيبي في مشهد قصير بصورة السياسي المحترف، الداهية، ذاك الذي يستطيع أن يصفع ويقبّل في الوقت ذاته، شيء ما يستطيع أن يغشك ويقول لك انه يغشك دون أن تنتبه، محترف السياسة كمهنة لا كمبدأ، لاعب سيرك وبهلوان تثير مرونته إعجاب الجميع. يصعب الوصف لأنني لا املك المصطلحات التي تحيط بهذا الشكل من التصرف، بالمقابل، اللغة العبرية غنية بمثل هذه المصطلحات، ليس صدفةً...
إن صورة السياسي الداهية الذي يستطيع أن يكذب ثم يتنصّل، يغش، يحيك المؤامرات ويثير جمهوره بالقضايا الفارغة المفتعلة جاذبة الصحافة هي الصورة الإسرائيلية الطبيعية لرجل السياسة، هذا النوع من السياسيين هو ما يثير الجمهور الإسرائيلي ويعجبه مهما علت أصوات فضح الحقائق... فحملة إعلامية متكاملة تحت شعار "بيبي؟ أنا لا أصدقه- ביבי? אני לא מאמין לו" لم تفلح في تغيير الحقيقة؛ نتنياهو رئيسًا للوزراء في إسرائيل.
إن ما يقلق فعلًا هو أن نستنسخ، كجمهور عربي، التوجه الإسرائيلي لاعتبار البهلوانية السياسية مهارة شرعية تدل على شخصية جديرة بالقيادة، إن شعوبًا تحت الاحتلال لا يمكنها أن تتصرف كشعوب تصبح فيها السياسة مهنة وصنعة وبالتالي هدفها الربح الذاتي، هذا الوضع يمكنه أن يقبل في بلادٍ لم يعد فيها مكان للأيديولوجيات والمبادئ، وليس عند شعوب تحت الاحتلال.
فتش أنا عربي؟
يدخل إلى الديوتي فري يسأل المضيفة عن "عرق صابّات" ثم يسألني: "ياخي... ليش بيغلبونا بالمطارات؟"
-"مش عارف والله..."
اقتباس
"أكتر أغنية بحبها لزياد الرحباني هي أغني شو "هلأيام اللي وسلنالا"...بتعرفها؟... بابا كان دايمًا يحتلنا إياها وإحنا زغار بسيارتنا المارسيدس الأديمة..."
نوعان
الناس، إجمالًا، نوعان...
أولائك الذين يقرأون مقدمات الكتب، وهؤلاء الذين لا يقرأونها.
شظايا هيراقليطس
"وليدافع الشعب عن قانونه،
كما يدافع عن أسواره."
*نُشرت في صحيفة "فصل المقال" بتاريخ 23.7.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق