...فقال ابو النواس لهارون الرشيد: لماذا تذهب بعيدا وامامك بهجة الدنيا التي لا تضاهيها حسناء في الأرض. الملكة زبيدة الي تُحبها اشد حب ؟
فابتسم الخليفة عند ذكر زوجته وقال: ولكن ماذا اصنع وقد آتتها عادتها، وانت تعلم كم بهذه العادة من اذى
فقال ابو النواس: وهل يعسر عليك المكان الآخر؟
فقال الخليفة: سنرى
ثم دخل على زوجته وحدثها ما قال ابو نواس
فقالت: ومن اخبرك بذلك؟
أجاب: أبو نواس
فقالت: ليُطرد من البلد.
وبلغ ذلك ابا نواس. فعمد الى دابة له فوضع فرجًا بعينين، وانتظر تحت قصر السيدة زبيدة (بعد خروج أمير المؤمنين) وما زال واقفا حتى رآها قد طلت من نافذة قصرها العالي وكان قد أحضر فردتا رحا من حجر. فوضع في فردة الخرج فردة من الرحا، وجاء بالثانية فوضعه من جهة الخرج التي وضع بها الأول، فسقط الخرج عن ظهر الدابة. فأصلح الخرج وأعادة المحاولة في جيبة الخرج الأخرى، فوضع فرد الرحا الأولى، ووضع الثانية في نفس الإتجاه.
فنظرت الأميرة زبيدة ضاحكة وقالت: ضع الثانية في الناحية الأخرى.
فنظر إليها وقال: لقد قلنا ذلك فقلتِ أخرجوه من البلد!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق